عند جبهة لبنان.. هذا ما تراقبه إسرائيل الآن
قدّم الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي عميت يغور قراءة للضربة الاستباقية التي نفذها الجيش الإسرائيليّ ضد “حزب الله” تزامناً مع الهجوم الذي شنّه الأخير باتجاه إسرائيل يوم الأحد الماضي، في 25 آب الجاري.
وفي مقالٍ له نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة وترجمهُ “لبنان24″، لخّص يغور أحداث الأحد في عدّة نقاطٍ وهي:
- هاجم الجيش الإسرائيلي الآلاف من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله ومنع إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف على تل أبيب في ضربة استباقية قوية وتحذير.
- بعد مرور بعض الوقت، ركز الجيش الإسرائيلي هجومه على جنوب لبنان فقط.
- بعد ساعات قليلة – تبين أن معظم الصواريخ التي أطلقها حزب الله كانت موجهة إلى الشمال والأقلية إلى المنطقة الوسطى.
- بعد مرور بعض الوقت، تبين أن الحزب لم يُطلق آلاف الصواريخ بل مئات منها، وقد دخل حوالى 300 قذيفة إلى إسرائيل.
- ما ظهر هو أن الحزب لم يُطلق صواريخ دقيقة، بل صواريخ عادية وطائرات من دون طيار.
- الصواريخ التي أُطلقت كانت تستهدف شمال البلاد، فيما كانت الطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها تهدف إلى مهاجمة أهداف عسكرية وأمنية في وسط البلاد.
- مساء الأحد، أقرّ أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله أنّ النية كانت مهاجمة قواعد غليلوت في الوسط.
في المقابل، رأى يغور أن “إسرائيل قدّمت إنجازاً استخباراتياً وعملياتياً مهماً في إحباط الصواريخ والطائرات من دون طيار بشكلٍ رئيسي في شمال البلاد”، وأردف: “من بين مئات منصات إطلاق الصواريخ التي تعرضت للهجوم، هناك أيضاً رشقة من 300 صاروخ تمكن حزب الله من إطلاقها وقد عمل الدفاع الجوي الإسرائيلي على اعتراضها. تقديري هو أن نسبة النجاح في إحباط إطلاق الصواريخ لا تتجاوز 50-60 بالمئة”.
مع هذا، يقول يغور إن “التشكيل الاستراتيجي لحزب الله بقيَ خارج اللعبة، سواء في عمليات إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل أو في الهجوم الإسرائيليّ”، وأضاف: “لم نسمع على الإطلاق عن سقوط ضحايا في صفوف عناصر حزب الله جراء هجوم واسع النطاق كهذا، علماً أن الحدث بأكمله استغرق حوالى ساعتين وانتهى”.
وتابع: “من كل ما هو موضح أعلاه، يمكن استخلاص عدة استنتاجات واضحة: استراتيجياً – من بين البدائل المتعددة التي واجهها حزب الله وأمام إسرائيل، اختار كلاهما البديل السهل والمحدود، فحزب الله لم يستخدم الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى التي بحوزته ولم يوجه الهجوم نحو المعاقل السكانية في إسرائيل، في حين أن إسرائيل، من جانبها، لم تلحق الضرر بالخطط الإستراتيجية للمنظمة، واختارت عدم نقل رسالة إلى دولة لبنان، وركزت في إطار ذلك على ساحة جنوب لبنان المعروفة، حيث هاجمت أهدافاً بأقل قدر من الأضرار الجانبية”.
وتابع: “كان من الواضح أن كلا الجانبين كانا مهتمين بالعودة إلى روتين الحرب، حيث كان لكل جانب اعتباراته الخاصة. كان هذا ملحوظاً بشكل خاص في صفوف حزب الله، الذي أعطى الانطباع بأنه مستعد للتخلي عن أي احتمال لإلحاق الضرر بهدف إسرائيلي أو آخر، بشرط أن يتمكن من إزالة الضغوط عن مؤيديه في لبنان والنزول من الشجرة. خطاب نصر الله المليء بأنصاف الحقائق كان موجهاً أيضاً بشكل رئيسي إلى الجمهور اللبناني المستهدف في محاولة لشرح ما تم وما هو المنطق وما هو نوع النجاح. إسرائيل من جهتها لم تحاول ترجمة الإحراج الاستراتيجي للطرف الآخر من أجل تغيير الواقع في الشمال أو على الأقل تغيير المعادلات التي ستُستخدم من هنا فصاعداً ميدانياً”.
كذلك، رأى أن “الولايات المتحدة أعطت إسرائيل دعماً جيداً يوم الأحد، وبعبارة أخرى، فقد ساعدت أميركا إسرائيل طوال الوقت، كما قدمت لها أيضاً معلومات استخباراتية استعداداً للهجوم الأولي، لكن من ناحية أخرى كانت واشنطن تطلب من إسرائيل ألا تنفذ هجمات على نطاق أوسع، الأمر الذي قد يتحول إلى تصعيد إقليمي”.
وختم: “ما حصل هو أنه تمّت إدارة ما حصل مع لبنان يوم الأحد من وجهة نظر التصدي للهجوم، وما تبقى لنا هو أن نفحص في الأيام والأسابيع المقبلة ما إذا كان هناك انخفاض في نطاق إطلاق حزب الله على إسرائيل، وهو الأمر الذي قد يعكس للجميع مدى نجاح الجيش الإسرائيلي في منشآت إطلاق الصواريخ بطريقة من شأنها أن تقلل من حجم إطلاق النار في الشمال. هذا الأمر سيكونُ بمثابة عزاء لسكان الشمال في تحسين روتين حياتهم اليومي خلال الحرب”.
لبنان24