هكذا تُقلق “جبال لبنان” إسرائيل.. أمرٌ عسكريّ يكشفه تقريرٌ من تل أبيب
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريراً جديداً يسردُ تفاصيل جديدة عن كيفية سعي “حزب الله” هزيمة القبّة الحديدية الإسرائيلية خلال هجومه الذي نفذه يوم الأحد الماضي، في إطار الرّد على اغتيال أحد أكبر قادته الشهيد فؤاد شكر.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ سرباً من الطائرات المُسيرة المتفجرة مصحوبة بوابل من عشرات الصواريخ الثقيلة، شقّ طريقه إلى إسرائيل عند الساعة 4.37 فجر الأحد، وذلك في بداية أخطر هجومٍ منذ بدء الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل.
ويلفت التقرير إلى أن “القوات الجوية الإسرائيلية دخلت في حالة تأهب قصوى تحسُّباً لهجوم مُحتمل من إيران”، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى للتعلم من الهجوم الذي شنه “
حزب الله” يوم 25 آب الماضي، وكان أحد أهدافه تفريغ الصواريخ الاعتراضية التابعة لنظام الدفاع الإسرائيلي.
“يديعوت” قالت إن “المعركة الجوية عند الحدود بين لبنان وإسرائيل بدأت عند الساعة 4.37 فجر الأحد واستمرت نحو ساعتين ونصف الساعة من دون توقف تقريباً”، وأكملت: “لقد أطلق حزب الله حوالى 250 صاروخاً وطائرة من دون طيار على أهداف معينة مثل القواعد، بما في ذلك وحدات المخابرات والبؤر الاستيطانية والمستوطنات في الشمال. وفقاً للجيش الإسرائيلي، لم يتم إصابة قاعدة واحدة، كما فشل حزب الله أيضاً في محاولاته لضرب البؤر الاستيطانية الداخلية، فيما تم تسجيل سقوط صواريخ بالقرب منها في المناطق المفتوحة”.
الصحيفة تقولُ إنَّ التحقيقات أظهرت أن “حزب الله” نفذ عدداً من العمليات لم يقم بها مُطلقاً ضد إسرائيل، ويتمثل ذلك بإطلاق وابل كثيف من الصواريخ بشكل دقيق نسبياً – حوالى 30 إلى 40 صاروخاً عادياً وكبيراً – في حين تمّ تسديد هذه الرشقة في ذات الوقت على أهدافٍ منفصلة في الشمال.
مع هذا، فقد كشفت التحقيقات الإسرائيلية، وفق “يديعوت”، أنّ “حزب الله أطلق خلال وقتٍ واحد، أسراباً من الطائرات من دون طيار المُتفجرة، بعضها يضم 10 طائرات في الوقت نفسه، فيما كان الهدف هو تفريغ منصات القبة الحديدية التي تُحاول اعتراض الصواريخ أولاً، وبالتالي إثقال كاهل الجنود الإسرائيليين المتواجدين على شاشات الرادار”.
كذلك، ذكر التقرير أنّ الصعوبة الكبيرة تكمنُ في أنَّ الطائرات من دون طيّار تُحلّق على ارتفاع منخفض وتُقلع من جنوب
لبنان، في حين أنّ التضاريس الجبلية تُصعب من مهام اكتشافها من قبل الجيش الإسرائيلي، وأردف: “خطوط التلال تمنع الرادارات من اكتشاف المُسيرات في وقت أقرب. إذ احتلّ الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان وأعاد إنشاء شريطٍ أمنيّ عبر الحدود، فيُمكن الافتراض أنَّ أحد الإجراءات الأولى سيكون نشر الرادارات في نقاطٍ عالية”.
وفي السياق، يقولُ مسؤولٌ إسرائيلي في منظومة الدفاع الجوي في غزة إن “القطاع الفلسطيني عبارة عن هضبة، لذلك من الأسهل اكتشاف الإطلاقات منه بمجرد ارتفاعها في الجو، وبالتالي إصدار إنذار وتفعيله خلال ثوانٍ، لكن هذا الأمر في منطقة الجليل مع لبنان مُختلف”.
وأردف: “مهما كان الأمر، فقد سجلت منصات القبة الحديدية نجاحاً عسكرياً خلال الهجوم. رغم أن الجيش الإسرائيلي لا ينشر نسبة الاعتراضات، إلا أن سلاح الجو يقول إنها نسبة عالية أيضاً بفضل الاستعدادات المبكرة والجمع بين العنصر الذي نادراً ما تستخدمه إسرائيل أو تخشى استخدامه، وهو مبادرة هجومية أو ضربة استباقية. في هذه الحالة، وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد ضربت تل أبيب ودمرت مسبقاً الآلاف من قاذفات الصواريخ في جنوب لبنان”.
وأكمل: “لقد أثبت الجيش الإسرائيلي مرة أخرى هذه المرة أنه عندما يستعد لحدث كبير ولا يتفاجأ، فإن النتائج تكون أفضل بكثير. لقد أجرى سلاح الجو مناقشات مشتركة مع قادة أسراب الطائرات المقاتلة ومسؤولي الدفاع الجوي في الأيام التي سبقت الهجوم الوقائي. هنا، يقول أحد المصادر إننا كنا نعلم أنه يجب أن تكون الأعمال متكاملة ومباشرة، فقد دخلت الطائرات المقاتلة على الفور لاعتراض ما فشلت القبة الحديدية في القيام به، فيما كانت هناك محاولة أخرى من قبل القبة الحديدية لتنفيذ اعتراضات إضافية”.
وأكمل: “في كتيبة القبة الحديدية الشمالية، التي قادت التحرك الدفاعي، وصل الانتشار هذا الأسبوع إلى ذروة لم يسبق لها مثيل في صفّ من المواقع الدفاعية الكثيفة، مما يجعل من الصعب على العدو استهدافها بشكل محدد. ويبدو هذا الانتظار وكأنه جدار طويل على شكل دفاع، من منطقة مستوطنتي بتسات والليمان في الجليل الغربي، مروراً بقطاعي صفد وعين زيتيم وشرقاً باتجاه طبريا حتى الحدود السورية”.
وأكمل: “كان هناك عدد غير قليل من المعضلات في الوقت الحقيقي والقرارات المعقدة التي اتخذناها. لقد علمنا أنه يمكننا التعامل مع تهديدات حزب الله، العدو الذكي الذي لم يُظهر بعد كل قدراته، لكن ذلك سيتعين علينا الهجوم وليس الدفاع فقط. لدى حزب الله قدرات أخرى طورها منذ عام 2006، ونحن أيضاً لدينا أدوات أخرى لم نستخدمها بعد”.