الترقّب الحَذِر.. هل تسمح واشنطن باشتعال الحرب

من الواضح أن المعركة المشتعلة في المنطقة ستستمرّ ولمدة طويلة إن لم تحصل تطورات مفاجئة وضغوط مستجدّة من قِبل الاميركيين على حكومة بنيامين نتنياهو تفرض،من دون أي مناورة، وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزّة والضفّة الغربية، ومن دون ذلك لا يُمكن توقّع أي حلّ للأزمات في المنطقة.

الاميركيون لديهم مصلحة فعلية في إيجاد حلّ سريع، لأن الإدارة الحالية التابعة للحزب الديمقراطي هدفها اليوم محدد ويتركّز حول عدم خسارة مؤيدي القضية الفلسطينية داخل الحزب وفي المجتمع الاميركي قُبيل الانتخابات الرئاسية الاميركية، لأنّ هذا الامر ستكون له تأثيرات كبرى على نتائج الانتخابات في ظلّ منافسة شديدة بين الديمقراطيين والجمهوريين.

 وفي إطار الاستحقاق نفسه تريد الادارة الديمقراطية قطع الطريق على المرشح الرئاسي دونالد ترامب لئلا يصل الى البيض الابيض ويعلن انتصاره السياسي بوقف الحرب على غزّة، وبذلك يكون قد حقّق إنجازاً حقيقياً سيُحسب له على الصعد كافة بحيث سيبدأ مسيرته الرئاسية بانتصار سياسي وديبلوماسي لافت. 


من جهة اخرى فإن استمرار الحرب يعني بالنسبة الولايات المتحدة الاميركية ارتفاع أسهم انفجار الوضع في المنطقة، وهذا ما سعت الى منعه خلال الاسابيع الماضية. وعليه فمن الواضح أن واشنطن تعرف جيداً أن الحرب الشاملة تقف عند حدود خطّ أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن كل ما يحصل من تصعيد على مختلف الجبهات سيبقى محصوراً ولا يدفع باتجاه حرب اقليمية التي يبدو أن الاميركيين يريدون دفع ثمن عدم حصولها مهما كان هذا الثمن سواء لنتنياهو أو للإيرانيين. 

من هُنا سيكون  لبنان والمنطقة أمام أيام مصيرية وصعبة؛ فإمّا الوصول الى تسوية خلال وقت قريب وإما أن ينشغل الاميركيون عن الحرب الدائرة بالأوضاع الداخلية والاستحقاق الرئاسي، ما يعني ترك الحرية المطلقة لبنيامين نتنياهو الذي سيصبح هامش تحرّكه العسكري أكبر ، وهذا ما سيزيد من مخاطر الحرب في المنطقة. 

Exit mobile version