ألحقت الحرب أضراراً هائلة بأحد قطاعات إسرائيل الحيوية في الشمال، وهو قطاع صناعة النبيذ؛ إذ تعتمد إسرائيل على زراعة 55 ألف دونم من الكروم في أنحائها لإنتاج النبيذ، 40% من هذه الكروم هي في الجليل الأعلى والجولان الواقعيْن في مرمى الصواريخ. وتعمل في هذا القطاع، وفقاً لموقع «واينز إسرائيل» (Wines Israel) 300 منشأة لصناعة النبيذ، بينها 20 تصدّر إلى الخارج، فيما 90% من النبيذ الذي ينتجه القطاع يتطابق مع معايير «الحلال» للشريعة اليهودية.تنتج كروم العنب بمجملها وفقاً للموقع 60 ألف طن عنب سنوياً، و40 مليون زجاجة نبيذ، و12 مليون زجاجة عصير عنب. أمّا أنواع النبيذ المُنتجة فـ70% منها هي نبيذ أحمر، و30% أبيض، بعدما ارتفع الطلب على النوع الأخير في السنوات الماضية.
يعمل في إنتاج النبيذ الكثير من الموظفين. هؤلاء، يدرسون اختصاص صناعة النبيذ، في فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، الولايات المتحدة، أستراليا وجنوب أفريقيا. ويعودون للعمل في مؤسسات صناعة النبيذ الإسرائيلية. حيث توفّر صناعة النبيذ نحو مليار شيكل سنوياً (أقل بقليل من 300 مليون دولار)، حيث يتم تصدير 60% من النبيذ إلى الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة وأوروبا، فيما حقّق المجال اختراقاً أخيراً في الدول التي لا يعنيها موضوع «الحلال» مثل اليابان والصين. وبعد الحرب، تراجع تصدير النبيذ إلى الجاليات في الولايات المتحدة بنسبة 30% وفقاً لموقع «واينت»، والسبب أن «الجالية هناك تعيش كآبة غير مسبوقة، ولم يعد هناك طلب كبير على النبيذ في صفوفها».
وبحسب معطيات نشرها الموقع، نقلاً عن وزارة الزراعة، فإن 22 دونماً من كروم العنب في كيبوتس «يفتاح»، و30 في «مليخا»، و130 في «مسكاف عام»، و30 في «دلتون»، و45 في «المنارة» احترقت، فيما يصعب إحصاء الأضرار في كروم عديدة لتعذّر الوصول إليها.
ويقول المدير التنفيذي لمنشأة «طوليب»، روعي يتسحاق، والتي تحوز على 550 دونماً من كروم العنب، 60% منها في الجليل، إن «74 دونماً من الكروم احترقت ولن تكون صالحة للسنتين المقبلتين، وهذا يعني أننا خسرنا إنتاج 160 ألف زجاجة نبيذ»، مشيراً في السياق إلى أن «الخسارة ليست فقط بسبب احتراق الكروم، ولكن أيضاً بسبب قلة الأيدي العاملة حيث لا يصل الموظفون بسبب الوضع الأمني».
وقال باراك فيستريش، من مؤسسة «جبال الجليل»، إن كل «كرومنا واقعة بالقرب من الجدار»، مشيراً إلى «احتراق 280 طنّاً من العنب» وإلى أنهم «لن يتمكنوا من إنتاج النبيذ في هذا الموسم». وينسحب هذا الوضع على معظم المؤسسات الشبيهة في الجليل، ووفق مقابلات أجرتها «القناة 13»، فإن الخسارة تشمل أيضاً تراجع عمل مراكز الزوار، وفي «دلتون» يقول مدير مركز الزوار أديال بيطون إنه «منذ بدء الحرب لم تستقبل المنبذة أي زائر ونحن متروكون هنا لوحدنا».