“كنوزٌ” داخل منازل اللّبنانيّين
كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
بدأت منذ خمس سنوات، تقريباً، أسوأ أزمة اقتصاديّة في تاريخ لبنان، أدّت إلى خسارة عدد كبير من اللّبنانيّين أموالهم وجنى أعمارهم، ودفعت بعدد آخر منهم إلى سحب مدّخراتهم من المصارف، ولو “بالّتي هي أحسن”، واحتفظوا بأموالهم داخل المنازل، بعد أن فقدوا الثّقة بالقطاع المصرفيّ.
يُؤكّد الخبير الاقتصاديّ باتريك مارديني أنّ “أموالاً طائلة موجودة داخل منازل اللّبنانيّين، لكن لا يُمكن تحديد رقم معيّن، إلا أنّ البنك الدوليّ قدّر أنّ حوالى 50 في المئة من اقتصاد لبنان هو اقتصاد نقديّ (Cash Economy)، وبالتّالي، فإنّ النّاتج المحلّيّ يبلغ 20 ملياراً، لكن هذا لا يعني أنّ 10 مليارات موجودة في المنازل، بل هذا المبلغ يُتداوَل به”.
ويوضح، في حديث لموقع mtv، أنّه “من غير الضّروريّ أن تكون الأموال الموجودة في المنازل نقديّة (Cash)، فالبعض يعمد إلى شراء الذّهب والمجوهرات والأحجار الكريمة والعقارات، أي كلّ ما يُمكن أن يحفظ قيمة الأموال”.
كيف يمكن توظيف هذه الأموال في القطاع المصرفيّ مُجدّداً؟ يُشير مارديني، في هذا السّياق، إلى شرطَين أساسيّين لمعالجة المشكلة، الأوّل، من خلال استعادة اللّبنانيّين لليقين بأنّ أموالهم “الفريش” لن تطير إذا استجدّت أزمة، والثّاني، من خلال السّماح للمصارف بإعطاء قروض بـ”الفريش”، على أن تعود لها الأموال بـ”الفريش” أيضاً، كي تستطيع إعطاء فوائد للمودعين وجذب الودائع.
ويُضيف: “إحدى الأفكار المطروحة أيضاً، السّماح بفتح مصارف جديدة”، مُشدّداً على “أن تكون هناك ثقة باستمراريّة القطاع المصرفيّ، فلبنان دخل في أزمة مصرفيّة عام 2019، وهي لم تُحَلّ حتى الآن، وهناك حديث عن إعادة هيلكة بعض المصارف، لكن هناك مصارف ستتمّ تصفيتها”.
ويختم مارديني، قائلاً: “القطاع المصرفيّ في لبنان نشيط ويعرف كيفيّة جذب الادّخار إلى المصارف عن طريق تقديم الفوائد والعروض، ولكن كي يقوم بذلك، يجب أن يوظّف الأموال بالطّريقة التي كان يقوم بها سابقاً”، لافتاً إلى أنّ “عدم قدرة القطاع على استعادة القروض بالفريش دولار يُقلّص من الحماسة على جذب الودائع، لأنّه، بذلك، لن تتمكّن المصارف من إعطاء عائدات”.