هذا ما يحضّره برّي
يُمسك الرئيس نبيه بري بأكثر من عصا داخلية يربط من خلالها الحراكين الداخلي والخارجي بالرئاسة الثانية التي لا ينافسه عليها أي مركز دستوري، مستفيدا من غياب رئيس الجمهورية ووجود رئيس حكومة “مسايرجي” ينتهج الوسطية الى حد الذوبان بالطرف الآخر. يدير الرئيس نبيه بري اليوم وطنا بلا رأس وبأحزاب اما تتآكل عبر الزمن أو مشغولة فيما بينها تُنادي بالتغيير غير أنها لا تملك قرار التنفيذ، تُطلق شعاراتها على الشاشة وتسير بسياسة “تركيب الطرابيش” متى توافرت الظروف. وتُساعد انقسامات المارونية السياسية وتشرذم السنية السياسية ووحدة الصف الشيعي، الرئيس بري في الامساك جيدا باللعبة الداخلية وابتكار الافكار الجديدة لحماية موقعه الى جانب حزب الله في ادارة شؤون البلد.
واذا كان الرئيس بري عرَّاب التفاهمات الرئاسية فهو يشكو من الشروط التي يفرضها البعض لملاقاته بالدعوة الى الحوار رغم أنه فعل “المكسيموم” لتسهيل عملية إنجاز الاستحقاق الرئاسي” كما قال قبل أيام، ولكنه في الواقع يريد من الاطراف الاستدارة والعودة الى طاولته للبحث في اسم الرئيس وان كان يحبذ وصول رئيس المردة سليمان فرنجية الى كرسي بعبدا.
في دعوة بري للحوار يُصيب الرجل من جهة، عصفور رئاسة الطاولة والتي كانت منوطة برئيس الجمهورية فتصبح لاحقا عرفا يمكن الركون اليه عند الازمات، ويقول للخارج من جهة أُخرى إن الرئيس الماروني، وهو السلطة الاعلى في البلاد، لا يمكن أن يصل الى بعبدا الا من بوابة “مشاورات” ساحة النجمة ولقاءات عين التينة المعلنة وغير المعلنة مع النواب من مختلف الكتل. في جعبة بري أكثر من حجر لأهداف عدة تلتقي جميعها على تعزيز دور الرئاسة الثانية في السياسة بعد أن ركزت بيئتها دعائم دويلتها داخل الدولة وأصبحت الـ one man show في مختلف الملفات التي تتحكم بمصير البلد.
في عين التينة يُجري الرئيس نبيه بري لقاءات مع مختلف الكتل النيابية بعد أن أشاع قبل اسبوعين أجواء رئاسية ايجابية في اجتماعاته مع عدد من سفراء الخماسية، ولكن في الواقع يعمل الرئيس بري على اقتناص فرصة التهويل الاسرائيلي بالحرب الكبرى لتمرير الاستحقاق وايصال مرشح الثنائي الى بعبدا. وفي السياق تحذر مصادر نيابية معارضة من نوايا الثنائي بانتخاب رئيس للبلاد بمن حضر في حال بادر العدو الاسرائيلي الى شن حرب على لبنان، على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات. وتخشى المعارضة من انقلاب يحضّره الثنائي داخل مجلس النواب للاطاحة بالصوت المعارض في المجلس وصياغة تفاهمات جديدة تدعم الخيار الرئاسي الذي يدعمه الثنائي، لافتة الى أن الحديث عن قانون الانتخاب في هذا التوقيت واعتباره مشكلة في حال وصلنا الى الاستحقاق النيابي من دون رئيس، قد يكون ذريعة لاطالة أمد الفراغ الرئاسي والتمديد للمجلس الحالي في حال لم نصل الى التسوية الدستورية التي يريدها الجميع.
ليبانون فايلز