قال ضابط إسرائيليّ سابق بارز إنّ جبهة شمال إسرائيل مع لبنان باتت في وضعٍ لا يُطاق بسبب الإطلاق الكثيف للصواريخ والطائرات من دون طيّار من لبنان، مشيراً في الوقت نفسه إنّ “حزب الله يواجه معضلة إستراتيجية وقد برز ذلك من خلال الردّ الضعيف نسبياً والذي نفذه يوم 25 آب الماضي انتقاماً لاغتيال إسرائيل لأحد أكبر قادته وهو فؤاد شكر”.
وفي مقالٍ له نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية وترجمهُ “لبنان24″، قال الضابط الإسرائيليّ السابق آمييت بيجور إن “حزب الله تلقى خسائر كبيرة”، لكنه قال إن “الأخير يهدف عبر صواريخ وطائرته للإضرار بالبنى التحتية العسكرية الإسرائيلية بالإضافة إلى البنى التحتية المدنية أيضاً بهدف تحطيم معنويات سكان شمال إسرائيل والتأثير من خلال ذلك على صناع القرار وإلحاق أضرار جسيمة بالمستوطنات القريبة من لبنان”.
كذلك، تحدّث بيجور عن الأضرار الإقتصادية التي طالت إسرائيل والتي ستمنع، بحسب تقديراته، سكان الشمال من العودة إلى منازلهم حتى في نهاية الحرب، وأردف: “في المقابل، يجب أن تستخدم إسرائيل استراتيجية مضادة بشكلٍ رئيسيّ ضد حزب الله عبر ضرب ناشطيه والبنى التحتية الخاصة به والمستودعات”.
وشدّد بيجور على ضرورة اعتماد الضغط على البيئة المدنية في لبنان، مشيراً إلى أن “لدى تل أبيب سلسلة أدوات وخطوات يمكن استخدامها ضدّ لبنان عبر فرض حصار بحري وجوي، إلغاء اتفاقيتي الغاز والخط الأزرق مع لبنان وتقديم الشكاوى إلى الأمم المتحدة بالإضافة إلى رفع دعاوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضدّ لبنان وغيرها”.
وأكمل: “إن لبنان يعيش إحدى أصعب الأزمات الاقتصادية والمدنية التي عرفها تاريخه، وهذا يشكل أرضاً خصبة لاستراتيجية جديدة جوهرها أن الملعب الذي اختاره حزب الله في جنوب لبنان فقط سيبقى للنار فقط، لكن هذه الاستراتيجية ليست هي الوحدة. يمكن لإسرائيل أيضاً أن تختار المجال الذي تريده، وهناك جهود كثيرة يمكن القيام بها في كل لبنان من خلال التأثير على الطوائف القوية الأخرى عبر خلق اضطرابات داخلية ضخمة (لا تزال قائمة) وإخراجها إلى السطح. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك، في لبنان إلى كبح جماح حزب الله، وتخفيف العبء الواقع على سكان شمال إسرائيل، وربما أيضاً تعزيز الحرَج الاستراتيجي للحزب”.
تهديد بتوسيع الجبهة
وأمس السبت، نشرت القناة الـ”13″ الإسرائيلية تقريراً، قالت فيه إن إسرائيل تتجهُ نحو حملة واسعة النطاق ضد لبنان، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال خلال جلسة نقاش يوم الخميس الماضي إن “التسوية السياسية مع لبنان لن تُعيد سكان المستوطنات الشمالية إلى ديارهم، ولذلك يجب التحرك بأسرع وقتٍ ممكن”.
إلى ذلك، قالت مصادر مقرّبة من نتنياهو إنه “لم يتمّ تحديد موعد بدء الحملة الموسعة ضد لبنان، لكن ذلك قد يحصل في المستقبل القريب، أي خلال الأسابيع أو الأشهر المُقبلة”.
ووفقاً القناة الـ13″، يُقدر المسؤولون الأمنيون في إسرائيل أن توسيع الحرب ضد لبنان سيتطلب تقليص الوجود العسكري في غزة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيليّ يهتم بـ”خطوة محدودة” من شأنها أن توقف اتجاه التصعيد على الجبهة الشمالية، مع الافتراض العمليّ بأن أيّ تحرك لتغيير الواقع في الشمال قد يؤدّي إلى حربٍ واسعة النطاق.
كذلك، ذكرت القناة عينها إنه من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء السياسيّ الأمني خلال الأيام المقبلة لبحث وضع الجبهة الشمالية وسط حديث عن أن الجلسة ستعقد نهار الإثنين المقبل.