يعيش لبنان حاليا تراجعا في اسعار النفط وهو ناتج عن انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية وقد وصل سعر برميل النفط الى ٦٥دولارا بعد ان كان منذ فترة يتعدى الـ ٨٠ دولارا . هذا الانخفاض لا يزال مستمرا ومن المرجح أن يسجل المزيد من التراجع مما يدفع لطرح الأسئلة حول هذا الانخفاض والى اي مدى سيصل خصوصا ان دول المنتجة للبترول لا يناسبها تراجع الاسعار التي تؤثر سلبا على موازناتها كما ان منظمة اوبيك تقف حائرة في هذا الموضوع وينتظر ان تتم مناقشته خلال الاسابيع القليلة المقبلة ويبقى السوأل لماذا لم تتراجع اسعار السلع والمواد التموينية والنقل وغيرها من الامور المرتبطة كليا بقطاع النقل وبالتالي عندما كان يتم رفع سعر برميل النفط في الاسواق العالمية كانت الاسعار المرتبطة بعامل النقل ترتفع تدريجيا ولكن عندما تنخفض اسعار النفط تبقى الاوضاع على حالها ولا يتمكن التخفيض .
يجيب عن كل هذه الأسئلة عضو نقابة المحطات في لبنان جورج براكس ورئيس مجلس ادارة براكس بتروليوم الذي يرجع انخفاض الأسعار إلى عدة أسباب ويتوقع المزيد من الانخفاض.
كيف تفسرون انخفاض سعر برميل النفط عالميا وما مدى انعكاس ذلك على الوضع في لبنان؟ ان تراجع اسعار النفط في لبنان يعود فقط إلى تراجع الأسعار العالمية إذ أن سعر الدولار لا زال ثابتا منذ أكثر من عام الا اننا نشهد حاليا تراجعات كبيرة في سعر النفط وهي مستمرة لأن العرض في الأسواق العالمية أكثر من الطلب وهذا يعود لعدة أسباب اولها تراجع القدرة الشرائية في الدول الأوروبية بسبب حرب اوكرانيا التي لعبت دورا اساسيا في هذا الموضوع بالإضافة إلى غلاء المعيشة في الدول الأوروبية وارتفاع اسعار الطاقة مما دفع الناس إلى التقشف بالصرف على الاستهلاك، كما أن كل المواد الاستهلاكية بغالبيتها العظمى تصنع في المعامل الصينية وقد أدى ذلك إلى تراجع في النمو الصناعي بالصين ،ايضا أن صناعة الصين هي أساس مهم لسعر برميل النفط . علينا أيضا الا ننسى التحول نحو صناعة السيارات الكهربائية ونحن نعلم أنه ابتداء من العام ٢٠٣٢ ستمنع كل العواصم الأوروبية الكبرى السيارات غير الكهربائية من الدخول إليها، كما أن معامل السيارات في الاتحاد الأوروبي ملزمة بزيادة ١٥% من إنتاج السيارات الكهربائية مع تراجع بمقدار١٥% من إنتاج سيارات الديزل او البترول.
ويوجد أيضا التوجه نحو الطاقة البديلة لا سيما أن الدول الأوروبية تدفع نحو ذلك بمختلف الوسائل التشجيعية بهدف حماية البيئة والتوفير. ان هذا كله يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط. منذ بداية حرب اوكرانيا في شهر شباط ٢٠٢٢ حتى اليوم تراجع استهلاك الغاز في فرنسا بمعدل ٣٥% وقد تراجع إلى ٢٤%في المعامل .
إذن لقد تراجعت الحاجات بالإضافة إلى استهلاك الغاز بسبب غلاء الأسعار وإيجاد البديل . ان هذا كله بالإضافة إلى أمور أخرى جعلت العرض أكبر من الطلب في الأسواق مما أدى إلى انخفاض الأسعار. علينا أيضا الا ننسى ما يجري في افريقيا ومع منظمة أوبك التي أعلنت منذ أشهر عدة تخفيض الإنتاج بمعدل ٢مليون و٣٠٠٠٠٠برميل يوميا . لكنها عادت فاعلنت انها في شهر أكتوبر من هذا العام ستباشر التراجع عن هذا القرار وقد أجلت العمل بقرارها حتى العام ٢٠٢٥ وذلك عندما رأت الانخفاض الكبير بالأسعار. كما أن بعض الدول الأفريقية مثل ليبيا ونيجيريا وغيرهما ترفض التقيد بالرقم المحدد لها لأنها بحاجة للمال ولا يوجد كونترول عليها وهذا يسهم حتما بوجود كميات من النفط أكبر بكثير من المطلوب في السوق .
في النهاية ان العرض في الأسواق الدولية هو أكبر بكثير من حاجتها للنفط. هذا هو السبب الرئيسي لترجع الأسعار بالإضافة إلى عوامل أخرى عدة.
كم كان سعر برميل النفط وكم بلغ حاليا؟
في بداية شهر أغسطس كان السعر ٨٣ دولارا وهو الآن ٦٨دولارا .
ماذا تفعل الدول المنتجة للنفط إزاء ذلك؟
انها تخسر بطبيعة الحال وهي لا تستطيع السيطرة على الوضع.
أيضا منظمة أوبك لا تستطيع ذلك؟
لقد قررت الا تزيد انتاجها وستباشر ذلك في العام ٢٠٢٥. لا شيء اثر بالعرض او الطلب.
جوزف فرح – “الديار”