التضحية تتخطّى حدود الدم… الكلية والعين “ما بتغلا عليهم
في زمن طغت الآلة على المشاعر الإنسانية، أظهر الشعب اللبناني أنه لن يكون طيّعاً لأوامرها، وأثبت هذا الشيئ بالفعل وليس بالقول فقط، من خلال تفاعله الكبير مع المصاب الذي ضرب شريحة كبيرة من اللبنانيين حيث لم يتوانَ أي طرف عن المسارعة إلى التبرّع بالدم لصالح المصابين لا بل فاقت التضحيات حدود الدم والإستعداد للتبرّع بالأعضاء لنصرة من سقط في العدوان الإسرائيلي.
فلم يكن تاريخ 17 أيلول من العام 2024 عادياً في لبنان، عند الساعة الثالثة والنصف عصراً قرّر العدو الإسرائيلي شنّ عدوان تكنولوجي استهدف جهاز الـ “بيجر” الذي يتراسل به عناصر حزب الله بين بعضهم البعض، وأدى إلى استشهاد 12 شخصاً وجرح 2800.
ووفق التقارير الطبية، فإن مجمل الإصابات جاءت في العيون، لأن العدو أرسل رسائل على جهاز الـ “بيجر” وعندما حال الشبان قراءتها تم تفجير الجهاز مما تسبّب بضرر كبير في العيون.
هذه الإصابات دفعت بالكثير من أبناء الشعب اللبناني للتضامن مع المصابين وذهب الكثير منهم للإعلان عن نيّته التبرّع بعين أو كلية يحتاجها المصابون.
وكان البارز بينها إعلان إبن عيتا الشعب محمد صالح الستيني، عن استعداده للتبرّع بعين من أعينه وبكلية من كليته لصالح أي جريح أصيب جراء هذا العدوان الغاشم.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أكّد صالح أن “هذا أقّل الواجب الذي يمكن أن يقدّمه لهؤلاء الشباب الذين يضحّون من أجل أرضهم ووطنهم”.
وشدّد على أنه “بكامل قواه العقلية، وهو على إستعداد كامل للقيام بهذه الخطوة, فهؤلاء الشباب علينا أن نفديهم بأرواحنا”.
وأشار صالح، إلى أنه “متواجد في بيروت, في منطقة بئر حسن – الحرش, وفي حال ورده إتصال بهذا الإطار، فهو على أهبّة الإستعداد”.