حالة من الفوضى يعيشها لبنان من جنوبه إلى شماله منذ لحظة إقدام العدو الإسرائيلي على تفجير أجهزة الـ”بيجر” التي يتراسل عبرها عناصر حزب الله، وأدّت إلى إصابة أكثر من 2800 شخصاً، واستشهاد 9 حتى مساء أمس الثلاثاء، بحسب البيان الرسمي الذي صدر عن وزارة الصحة. فإلى ماذا يدل هذا الخرق؟ وما الرسالة منه؟
في هذا الإطار، أكّد المحلّل السياسي علي حمادة، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “ما حصل هو خرق كبير، واستثنائي ولا سابقة له في تاريخ الحروب والمعارك التي حصلت بين حزب الله وإسرائيل”.
ووصف الحادثة على أنها “نوع جديد من الحروب يتعرّف إليه لبنان وحزب الله”، مشدداً على أن “قدرات إسرائيل واضحة، وقدرات حزب الله معروفة، نحن نتحدّث عن فارق تكنولوجي كبير، وهذا الأمر بات جليًا حتى لدى قيادة حزب الله”.
وعلى صعيد الدلالات، اعتبر أن “هذه العملية، أرادت إسرائيل من خلالها إبلاغ رسالة كبيرة وقوية وقاسية لحزب الله، أنها قادرة على إلحاق أذاً كبيرًا بالتنظيم نفسه”، معتبراً أن “هذا الخرق ضربة موجهة لبيئة حزب الله في مكان ما”.
وأضاف، “الإستهداف ليس استهدافاً بالقصف وتدميرًا للمباني وللطرقات والبنى التحتية، إنّما طال الأشخاص، وهذا هو الأمر اللافت”، مؤكداً ان “الفاتورة الإنسانية كبيرة جدًا وقاسية”.
وعن توقيب العملية؟ رأى حمادة، “أنها جزء من مسار متدرّج صعوداً نحو الحرب الكبيرة، وقد تكون الحرب بين إسرائيل وحزب الله حرباً على هذا الشكل، دون ان تصل إلى احتلال لأجزء من لبنان أو اجتياح بري”.
وأكّد أن “الحرب مكلفة لإسرائيل، لكنها مكلفة أكثر للبنان، قد تتدرّج فيما بعد إلى ضربات أكبر وأقسى وأكثر خطورة من الضربات وعمليات القصف التي تجري حاليًا”.
وخلُص حمادة، إلى القول: “نحن في دوامة الحرب، وفي منطق الحرب بين الطرفين، حزب الله يرفض وقف إطلاق النار قبل انتهاء الحرب في غزة، ولكن غزة لن يتوقّف فيها إطلاق النار في القريب المنظور، إذا علينا ان نتوقّع بأن حرب لبنان مستمرة، وقد تكون الحرب هي حصيلة كل ما يحصل وليس بالضرورة حرباً مرّة واحدة”.