بعد “البيجرز”.. هل ستنفجر هواتف وحواسيب اللبنانيين بسبب البطاريات

بعد “البيجرز”.. هل ستنفجر هواتف وحواسيب اللبنانيين بسبب البطاريات

كأقوى خرق أمني، وصّفت الصحف العالمية الضربة الإسرائيلية لـ”حزب الله” من خلال عملية تفجير “البيجرز” التي يحملها عناصر “الحزب”، حيث تمكنت من خلالها إسرائيل بالوصول إلى أكثر من 3000 عنصر، استهدفتهم، عن طريق خطة أمنية مُحبكة، يتطلع العالم والمتابعون إلى كشف تفاصيلها، سواء من قبل المنفّذ نفسه، أو الجهة المُستهدفة أي “حزب الله”.

وإلى حدّ الآن لا تزال العملية مُبهمة، مع بدء تحقيقات “الحزب” التي يسعى من خلالها إلى كشف ما حصل، خاصةً وأن المعلومات تؤكّد أن أجهزة “البيجرز” التي انفجرت جميعها من آخر شحنة، كانت قد وصلت إلى “حزب الله” في الربيع الماضي، هي عبارة عن 5 آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة “غولد أبوللو” التايوانية، تستخدم للتواصل بين عناصر “الحزب” ويعتمدون عليها نظرًا إلى أنّها منخفضة التقنية، وذلك لتصعيب المهمة على الأنظمة الإسرائيلية التي تتعقب المواقع داخل لبنان، وهذا ما دفع بالمحللين إلى دحض فرضية “هجوم سيبراني”، والذهاب أكثر نحو “الخرق الأمني”.


بالتوازي، ومع عدم صدور أي توضيح بعد يسلّط الضوء على سبب انفجارات البيجرز، انتشرت تحذيرات متداولة بين اللبنانيين من خطورة بطاريات الليثيوم التي تتكون منها “البيجرز”، إذ تعرف بأنها أجهزة لاسلكية مصمّمة لاستقبال الرسائل القصيرة، وتعتمد على ترددات الراديو مثل “بي أو سي إس أي جي” أو “فليكس” لإرسال التنبيهات في اتجاه واحد. وتطورت هذه الأنظمة لتشمل الاتصالات الثنائية من خلال “ال تي إي” لتعزيز التغطية، خاصة في مناطق ذات إشارة ضغيفة.
وعليه، تتكون البيجرز من معالج دقيق يتحكم بالوظائف البيانية، بالاضافة إلى مستقبل ومرسل الراديو، وشاشة، وهوائي، وساعة (منبه)، والبطارية، والتي هي محور ما حصل بالأمس.
وبحسب المعلومات، فإنّ البطارية، وفي حال تعرض الجهاز الذي يدعم “إل تي إي” إلى التلف أو الإفراط في الإستخدام، فإنّها قد تتعرض لارتفاع في درجة حرارتها، لتنتفخ وتنفجر. كما يمكن أن تنفجر وحدة “إل تي إي” بحدّ ذاتها، إلا أنّها أقل عرضة للإنفجار مقارنة بالبطارية.
وعليه، هل أن حمل أي جهاز يحتوي على بطارية ليثيوم يعني أن حامله في خطر؟
“لبنان24” حمل هذا السؤال إلى خبير تكنولوجيا المعلومات والإتصال علي زين الدين الذي أشار إلى أنّ بطاريات “الليثيوم-أيون” هي التقنية الرئيسية المستخدمة اليوم في معظم الأجهزة الإلكترونية المحمولة، مثل الهواتف الذكية، أجهزة اللابتوب، الأجهزة اللوحية، وحتى بعض السيارات الكهربائية. على الرغم من فعاليتها العالية وقدرتها الكبيرة على تخزين الطاقة، فإن هذه البطاريات تأتي مع مخاطر محددة، من بينها احتمالية الانفجار أو الاشتعال تحت ظروف معينة”.
ويلفت زين الدين لـ”لبنان24 إلى أنّ بطاريات الليثيوم-أيون هي معرّضة للإنفجار وذلك لأسباب عدّة أهمّها:

يورد خبير تكنولوجيا المعلومات والإتصالات علي زين الدين عددًا من الإرشادات لتفادي انفجار بطاريات الليثيوم، إذا كما بات واضحًا، فإن هذه البطاريات قد تنفجر من دون أي تدخل عسكري. فما الذي يجب فعله حسب زين الدين؟

الأنود (الموجب): مصنوع من الغرافيت
الكاثود (السالب): مصنوع عادة من أكاسيد الليثيوم المعدنية (مثل أكسيد الكوبالت أو أكسيد النيكل)
الإلكتروليت: محلول كيميائي يسمح للأيونات بالانتقال بين الأقطاب أثناء الشحن والتفريغ
الفاصل: مادة تمنع تلامس الأنود والكاثود، مما يمنع حدوث قصر كهربائي
ويضيف زين الدين أنّه عندما تكون البطارية قيد الشحن، تتحرك أيونات الليثيوم من الكاثود إلى الأنود عبر الإلكتروليت، وعند التفريغ (استخدام البطارية)، تعود أيونات الليثيوم إلى الكاثود، مما يولد تيارًا كهربائيًا يستخدم لتشغيل الجهاز

مزايا بطاريات الليثيوم-أيون
حسب زيد الدين فإن بطاريات الليثيوم تتمتع بكثافة طاقة عالية إذ يمكنها تخزين كمية كبيرة من الطاقة في حجم صغير نسبيًا.
كما تتمتع بعمر طويل إذ لديها دورة حياة طويلة، حيث يمكن إعادة شحنها مئات المرات قبل أن تتدهور قدرتها، بالاضافة إلى الوزن الخفيف، إذ إنّه أخف وزنًا مقارنة بالبطاريات الأخرى التي تحتوي على كمية مماثلة من الطاقة.
ويضيف زين الدين أن “بطاريات الليثيوم-أيون هي تكنولوجيا فعالة ومستخدمة على نطاق واسع، ولكنها ليست خالية من المخاطر. الحرص على استخدام البطاريات بشكل آمن، وتجنب الظروف التي قد تؤدي إلى ارتفاع حرارتها أو تلفها، يمكن أن يساعد في تجنب حالات الانفجار أو الاشتعال. مع اتباع الإرشادات الوقائية المناسبة، يمكنك استخدام هذه البطاريات بأمان مع الاستفادة القصوى من كفاءتها العالية”.

بالتوازي، يحذّر الخبراء من ان اختراق الهواتف والتأثير على بطارية الليثيوم للجهاز هو خيار قائم، ولو بنسبة متدنية، اذ يمكن إرسال رسائل مشفّرة قد تعزز عمل البطارية ما يؤدي إلى انفجارها.
ويؤكّد الخبراء أن بطاريات الليثيوم اليوم هي أكثر تطورًا وتتمتع بميزات قد تؤدي إلى تقليل الخطورة في حال انفجارها.
ويوعز الخبراء باستمرار تحديث برامج الحماية للحؤول دون وقوع أي مصيبة.

لبنان24

Exit mobile version