“ليبانون ديبايت”
في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة، وتحديدًا بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها الأجهزة التكنولوجية المستخدمة في عمليات المقاومة، وبعد البلبلة التي أرعبت المواطنين حول احتمال تفجير الهواتف الخليوية، كان لا بد من تسليط الضوء على حقيقة ما جرى.
في هذا الإطار، أكد الخبير في الحوكمة الرقمية ربيع بعلبكي في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن “ما حصل هو خرق على ثلاثة مراحل مؤكدة:
المرحلة الأولى: العدو الإسرائيلي يملك معلومات أن هذه الأجهزة (البيجر واللاسلكي) وبهذه الكمية لا يستخدمها إلا المقاومون.
المرحلة الثانية: العدو الإسرائيلي استطاع الوصول إلى هذه الكمية، إما عن طريق المورّد، حيث تم صناعة الأجهزة وتفخيخها مباشرة، أو عن طريق تغيير البطاريات ووضع بطاريات مفخخة.
المرحلة الثالثة: وتدعى “ساعة الصفر”، وهي عندما قرر العدو الإسرائيلي تفجير كافة الأجهزة في وقت متزامن، لذا فإن كافة الأجهزة التي كانت متصلة بالإرسال ولديها طاقة في البطارية انفجرت مباشرة.
وأكّد بعلبكي أن “كافة الأجهزة التي تم الوصول إليها من خلال توجيه رسالة على السيغنال الخاص بها، أُعطيت الأمر لتفعيل البرنامج المزروع داخل الجهاز أو الملصق في البطارية، ليتم تفجيرها”، معتبرًا أن هذا يمثل خرقًا سيبرانيًا لأنه يتضمن نظام تتبع.
وعن الطريقة التي تمت بها عملية التفجير، أشار إلى أن “هناك عدة طرق تتم فيها عمليات التفجير، إلا أن المرجح هو أنه تم خرق الشبكة من خلال تكنولوجيا جديدة استطاعت الدخول والقيام بقرصنة على شبكة الـ FM التابعة لـ “بيجر” أو “اللاسلكي”.
وعن ما يحكى عن أن العدو باستطاعته تفجير الهواتف الذكية؟ جزم بأن “هذا الأمر من الصعب أن يحصل، وعلى الجميع التنبّه من الشائعات”، سائلاً: “هل ترضى مثلاً شركة Apple أن يتم تعطيل أجهزتها؟ بالطبع لا”.
وشدد على أن “الاقتصاد الرقمي الذي تبني عليه إسرائيل وحلفاؤها أمجادهم له حدود، وهذا أمر حتمي”.
وحذّر من “الأجهزة الذكية الصينية التي تغزو الأسواق، وبعدما تبيّن أن هذه الشركات مخترقة، بات هناك خوف من تفجير جهاز هاتف “أبو لمبة”، لا سيما أنه استخدم لنفس الغاية”.
واعتبر أنه “بعد خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، ستوضع الأمور في نصاب مختلف، لا سيما أن هناك أمورًا لا يمكن فرضها بالتقنيات، بل بالقانون والقوة والمعاهدات، وبأساليب أخرى”.
وخلُص بعلبكي إلى القول: “لا بد من أخذ الاحتياطات بعد الحادثتين، لا سيما أن الأشخاص الذين يملكون هواتف “أبو لمبة” والقريبين من محيط الحزب، فالموضوع ليس سهلاً، إلا أن الأكيد أن الإسرائيلي لن يتجرّأ على الدخول إلى هواتف المدنيين وتفجيرها، فهذا الأمر بمثابة نهايته”.