إتصال فرنسي – إسرائيلي “عالي النبرة” بشأن لبنان… الح ر ب باتت وشيكة
تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباشرة إلى اللبنانيين مساء الخميس عبر مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية في منصة إكس، مؤكدًا أن هناك مسارًا دبلوماسيًا لتهدئة التصعيد وأن الحرب بين حزب الله وإسرائيل ليست حتمية. ومع ذلك، جاء الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية بعد أقل من 24 ساعة من هذا الفيديو، مما يشير إلى أن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي توسيع الحرب بدلًا من التهدئة.
في هذا الإطار، رأى الصحافي تمام نور الدين، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “الرسالة الموجهة من الفيديو الذي نشره الرئيس الفرنسي ماكرون تستهدف بالدرجة الأولى الجمهور الفرنسي وليس اللبناني”.
وأشار نور الدين، إلى أن “السلطات الفرنسية، بما في ذلك الرئيس ماكرون ووزارتا الخارجية والدفاع، ترى أن الحرب في لبنان باتت وشيكة، وهو ما شدّد عليه خلال حديثه في الفيديو” معتبراً أن “مضمون الفيديو كأنه موجّه إلى المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين والإيرانيين، لكنه في شكله العام موجه للرأي العام الفرنسي”.
وأشار إلى أن “هناك تعاطفًا كبيرًا من قبل الفرنسيين تجاه لبنان، وأن هذا الفيديو يهدف إلى تحفيز هذا الشعور وليس إلى إرسال رسالة مباشرة للمسؤولين في لبنان أو إيران”.
وجزم بأن “المبادرات الفعلية التي يقوم بها الرئيس ماكرون تتم من خلال اتصالات مباشرة بينه وبين مسؤولين لبنانيين، مثل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بالإضافة إلى مسؤولين إسرائيليين مثل بنيامين نتنياهو والإيرانيين، وليس عبر الفيديو. فالفيديو يحمل طابعًا فولكلوريًا موجهًا للرأي العام الفرنسي لتعزيز التعاطف مع لبنان، وليس كجزء من المبادرات الدبلوماسية الجادة التي تتم خلف الكواليس بين فرنسا والأطراف المعنية”.
ولفت نور الدين إلى أن “الرئيس ماكرون أجرى اتصالات عديدة مع نتنياهو قبل وبعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في لبنان، في محاولة لتهدئة الأوضاع ومنع تصعيد أكبر. ورغم هذه الجهود، استمر الإسرائيليون في تنفيذ عملياتهم العسكرية، مما أثار استياء ماكرون الذي اتهم نتنياهو بإشعال نار الحرب. في المقابل، رد الأخير بلهجة حادة، مؤكدًا أنه يعمل على حماية أمن سكان شمال إسرائيل”، كاشفاً أن “الإتصال كان عالي النبرة بين الطرفين”.
وأكد أن “همّ فرنسا اليوم هو تجنيب لبنان تداعيات ما يحدث في المنطقة، بعيدًا عن الأحداث في غزة، إذ أن همها الأساسي هو حماية لبنان وفصله عن النزاعات الإقليمية”.
وأضاف, “فرنسا ترى أن لا قضية في المنطقة تبرر تدمير لبنان أو إدخاله في حرب، مؤكدًا أن الموقف الفرنسي واضح في هذا السياق”.
أما بالنسبة لزيارة جان إيف لودريان، المبعوث الفرنسي إلى لبنان، فقد ذكر نور الدين، أنه “لا يوجد شيء رسمي حتى الآن بخصوص موعد زيارته، ورغم الحديث السابق عن زيارة مرتقبة خلال الأسبوعين الأخيرين، إلا أن ماكرون لم يعلن في الفيديو الأخير عن إرسال لودريان إلى لبنان لحل أزمة رئاسة الجمهورية”.
واعتبر نور الدين، أن “هذا الملف أصبح أقل أهمية بالنظر إلى التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان والمنطقة، وأن الأولوية بالنسبة لفرنسا حاليًا هي الحفاظ على استقرار لبنان ومنع انهياره، مشيرًا إلى أن قضية الرئاسة باتت مسألة ثانوية مقارنة بالمخاطر الإقليمية الأكبر.
“ليبانون ديبايت