رأى الكاتب والباحث السياسي محمد الخفاجي، ان “ما جرى فجر اليوم الأحد هو باكورة رد حزب الله على عمليات الاغتيال الأخيرة، خصوصا أن الضربة وصلت حيفا وما بعد حيفا تحقيقا لتهديدات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله السابقة”.
وأضاف في حديث لـ “عربي21″، أن هذا رغم بعد مداه إلى أنه رد تقليدي، لذا فإن حزب الله لا بد له من رد نوعي على ما تكبده ما خسائر ثقيلة خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن المقاومة اللبنانية عندما أدخلت حيفا في نطاق الاستهداف، فإن ذلك يعني أن هدف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة مهجري الشمال قد فشل، بل عليه أن يتسعد لموجة نزوح جديدة”.
كما بين الخفاجي، أن نطاق الرد ممكن أن يتسع ليشمل ساحات المحور في العراق واليمن، خصوصا بعد تصريحات قيس الخزعلي زعيم حركة العصائب بأنه يدعم الحزب بكل ما يستطيع.
وحول الضربة الإسرائيلية، اعتبر الخفاجي، ان استهداف قادة وحدة الرضوان ليس ضمن سقف المعركة، خصوصا أنها تعتبر القوات الخاصة لحزب الله، حيث أسست على يد أقوى شخصية عسكرية وأمنية بتاريخ الحزب، وهو عماد مغنية، الذي وصفه سليماني بأنه ثاني أكبر خسارة بعد وفاة الخميني.
وأشار إلى أن الضربة كانت مفاجئة وغير مسبوقة، وتعتبر الأكبر في تاريخ الحزب، إلا أن الحاضنة الشعبية للمقاومة في لبنان سبق أن دخلت معارك دامية؛ لذا فإن الهجمات ليست بالأمر المثير للذعر على عكس اسرائيل.
وبالنظر إلى رد حزب الله غير المألوف لا يبدو أن الأوضاع قد تذهب للتهدئة، خصوصا أن نتنياهو كان واضحا بعزمه على اتساع الحرب وتصعيده المفاجئ في لبنان.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، عن مصادر أمنية قولها، إن “إسرائيل مستعدة للمضي قدما حتى النهاية، ولا خيار آخر لإعادة السكان في الشمال”.
وأضافت، أن “إسرائيل وحزب الله يقتربان من حافة الحرب، والمؤسسة الأمنية تستعد لرد قوي”، مبينة أن “هناك إغلاقا كاملا لمنطقة شواطئ بحيرة طبريا بسبب التطورات الأمنية”.
بدوره، لا يرى الخفاجي أن المنطقة ذاهبة لحرب شاملة، عازيا ذلك إلى عدم رغبة حزب الله في الجبهة المفتوحة، وهو قد اختار حرب الاستنزاف بدلا من المواجهة الشاملة، لا سيما أن حروب الاستنزاف يكون أثرها على الحزب أقل من المعركة الشاملة، وعلى النقيض فهي تقلق الاحتلال بشكل أكبر، وتهدد السكان والعسكريين على حد سواء.
وبين في حديثه لـ “عربي21″، أن “دولة مثل الكيان لن تقدر على دفع تكاليف حرب استنزاف طويلة مع أي من ساحات محور المقاومة، لذا تطمح لضربة تبدأ بعملية جراحية كما جرى الأسبوع الماضي، ثم حرب خاطفة في الجنوب، وهذا لن يحصل”.
وأوضح الخفاجي، أنه “إذا أٍراد نتنياهو الحرب الشاملة، فعليه جلب الولايات المتحدة التي تسعى بكل جهدها للتهدئة، خصوصا قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة”.