سلطت صحيفة “التلغراف” الضوء على تفجير أجهزة الاتصال “البيجر” في لبنان، مشيرة إلى أن ما حصل يمثل “قصة عجيبة ومرعبة من عالم التجسس، لدرجة أنها قد تفوق قدرة تجسيدها في الأفلام السينمائية”.
ونقل التقرير عن أفنر أفراهام الذي خدم في الموساد لمدة 28 عاما، عشرة منها في الخارج، والذي يعمل الآن مستشارا في أفلام هيوليودية عن تاريخ الموساد، أن “حقيقة استفادتنا من النتائج لا تعني أننا وراء الهجوم.. القضية هي أن هذه العملية مذهلة وإبداعية للغاية وخارجة عن المألوف”.
وتابع قائلاً: “لا يمكن إلا لوكالة المخابرات المركزية الأميركية أو جهاز الاستخبارات البريطاني أو الموساد القيام بشيء مماثل، لأنه سيحتاج إلى دعم حكومي والكثير من النفوذ والمال للقيام بشيء مجنون كهذا”.
وبحسب تقرير “التلغراف”، فإنه القوات الإسرائيلية اكتسبت على مر العقود طرقا غير متوقعة للوصول إلى أهدافها، والتي غالباً ما تكون سرية للغاية وواعية أمنياً.
إلى ذلك، يقول ضابط إسرائيلي سابق في الوحدة 81، في قسم الأسلحة السرية بالجيش الإسرائيلي إن “كل شيء يبدأ بتحديد الفرصة”، وتابع: “هنا لاحت الفرصة عندما طلب حزب الله شراء أجهزة البيجر لأنهم أرادوا تجنب استخدام الهواتف المحمولة لتعرضها للاختراق والتتبع، ولكن جهاز البيجر أيضا هو جهاز يمكننا اختراقه بسهولة”.
ويقول الضابط السابق في الوحدة 81 إن بعض المجندين في الوحدات الفنية الإسرائيلية يتم رصدهم وهم لا يزالون في المراحل الدراسية، مشككا أن يكون أصحاب الرتب العسكرية العليا قد فكروا بخطة أجهزة النداء.
ويخلص التقرير إلى أنه “في حين يضمد حزب الله جراحه، وينظر باقي العالم مصدوماً من التفوق التكنولوجي المرعب الذي حققته إسرائيل، فإن الإسرائيليين واللبنانيين وأماكن أخرى أبعد، يتساءلون إلى أين قد يقود هذا؟!”. (عربي21)