حل ديبلوماسي يأخذ ميقاتي ويأتي بهوكشتاين
قال قطب سياسي يواكب الحرب الدائرة بين “حزب الله” وإسرائيل لـ”ليبانون ديبايت” إن ما اخفته الدولة العبرية عن خسائرها وإخفاقاتها في الحرب التي انطلقت غداة عملية “طوفان الأقصى” قبل عام، ظهر في “فلتات لسان” هيئة البث الإسرائيلية التي تحدثت عن “بدء محاولات لإيجاد حل دبلوماسي للحرب”.
ويقول هذا القطب إن هيئة البث الإسرائيلية هي مؤسسة رسمية ومسؤولة، ما كانت لتلجأ إلى الإعلان عن هذه “المحاولات” لو لم تأخذ الضوء الأخضر من الجهة الرسمية العليا المسؤولة، حيث أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اكتشف متأخراً، على ما يبدو، أن ايغاله المستمر في هذه الحرب في ظل إخفاقه وعجزه عن تحقيق أهدافه من الحرب على حركة “حماس” في قطاع غزة الذي ارتكب فيه المجازر والإبادات الجماعية والتدمير الممنهج، سيزيد مستقبله السياسي تعقيداً بدلاً من أن يزيده إشراقاً. فضلا عن أنه تسبب بشكل أو بآخر بتراجع حظوظ صديقه المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض الذي كان ولا يزال يستعجله إنهاء الحرب والقضاء على “حماس” في غزة، وعلى “الحزب” في لبنان إذا استطاع الى ذلك سبيلاً قبل الإنتخابات المقررة في 5 تشرين الثاني المقبل واحتمال فوزه فيها.
ويضيف هذا القطب أن الحل الدبلوماسي الذي “لا جميل” لنتنياهو فيه بدأ إعداده في أروقة الأمم المتحدة وعلى هامش جمعيتها العمومية السنوية المنعقدة هذه الأيام ويشارك فيها مختلف الملوك والرؤساء ووزراء الخارجية العرب والأجانب ومن كل الملل والنحل في العالم. ويؤكد أن هذا الحل الموعود يأخذ في الإعتبار، الأوضاع في غزة وجنوب لبنان في آن معاً، في ضوء الأفكار المطروحة لوقف النار على جبهتيهما خصوصاً وأن الربط بين هاتين الجبهتين بات شديد الإحكام أكثر من أي وقت مضى، سيما بعدما تصاعدت المواجهات على الجبهة الجنوبية والإغتيالات التي نفذتها إسرائيل بحق قادة عسكريين كبار في الحزب، فضلاً عن مجزرة تفجير أجهزة “البيجر” واللاسلكي الأخيرة التي كادت تشكل جريمة إبادة جماعية لو أن الأربعة أوالخمسة آلاف شخص الذين فُجِّرت هذه الأجهزة بين أيديهم قتلوا.
ويبدو أن هذا الحل الدبلوماسي الموعود هو الذي دفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للسفر إلى الأمم المتحدة للمشاركة بإعداده حتى لا يبدو وكأن الخارج يقرر عن لبنان، علماً أن ميقاتي كان قد قرر عدم المشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذه السنة وإلقاء كلمة لبنان من على منبرها وكلف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب هذه المهمة، ولكنه عاد عن هذا القرار إثر مشاورات جرت بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري وبينهما وبين الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الموجود في نيويورك مرافقاً الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن في كلمته أمام الأمم المتحدة العمل على حل دبلوماسي للحرب على الجبهة الجنوبية اللبنانية يمكن السكان النازحين من العودة إلى جانبي الحدود، فضلاً عن تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق الأسرى والمعتقلين.
وقال القطب السياسي إن هوكشتاين يستعد لزيارة جديدة إلى المنطقة قريباً ليبدأ جولات مكوكية بين بيروت وتل أبيب في إطار مهمته التي كلفّه إياها الرئيس الأميركي وهي حلّ مسألة الحدود البرية اللبنانية بإزالة التعديات الإسرائيلية عليها وتثبيتها وفق الخرائط الدولية وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 بما ينهي حال الحرب السائدة بين لبنان وإسرائيل.
ويشير القطب إلى أن هوكشتاين ألحّ على ميقاتي للسفر إلى نيويورك نظراً لوجود الرئيس الأميركي وأن هناك إمكانية لترتيب لقاء له معه وكذلك لقاء بينه وبين وزير الخارجية أنتوني بلينكن. وكان بايدن اصطحب هوكشتاين معه إلى نيويورك حيث زوده توجيهات بوجوب إجراء الإتصالات اللازمة مع الجهات المعنية لإنهاء الوضع السائد في الجنوب لما للولايات المتحدة الأميركية من مصلحة من شأنها أن تعزز فرص المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس التي تتقدم في مواجهة ترامب.
وكان الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي التقاه ميقاتي قبيل سفره إلى نيويورك أكد أن “توجّه رئيس الحكومة الى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جدًا” ، متمنياً “أن تُفضي الإتصالات الدبلوماسية إلى حل يوقف دورة العنف”.
ويتوقع القطب السياسي أن يتراجع التصعيد شيئاً فشيئاً قريباً بين “حزب الله” وإسرائيل خصوصاً في حال نجاح الإتصالات الجارية في أروقة الأمم المتحدة في تحقيق الحل الدبلوماسي الذي أعلن بايدن في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة أنه يعمل عليه لتمكين سكان جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل من العودة إلى منازلهم، وتحديداً سكان المستوطنات الشمالية الذين شنّ نتنياهو الحرب على الحزب بذريعة أنه يريد أن يضمن لهم عودة آمنة إلى هذه المستوطنات.
ويلفت القطب في هذا السياق إلى ما نقلته وكالة “فرانس برس” عن مسؤول أميركي تأكيده أثناء وجود بايدن في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة “ترفض الغزو البري للبنان”، مشيراً إلى “أن الإدارة الأميركية ستقدم أفكاراً ملموسة لاحتواء الأزمة”.