ليس خافياً اليوم، أنّ إسرائيل تحاول مضاعفة الضغط على قيادة “حزب الله” ودفعها إلى القبول بشروطها لوقف إطلاق النار، عبر إكراه كتلة كبيرة من أبناء الجنوب والبقاع على النزوح تحت وطأة القصف العنيف.
وتظنّ اسرائيل أنّ زيادة عدد النازحين اللبنانيِّين على نحو دراماتيكي سيحقّق توازناً مع ملف المستوطنين النازحين من شمالها، وسيساعدها في تأمين عودتهم إلى مستعمراتهم وفق الهدف الذي أدرجه الكابينت ضمن أجندة الحرب.
من هنا، فإنّ النجاح في احتواء موجة النزوح اللبناني وإدارتها بالشكل المناسب، على المستويَين الرسمي والشعبي، هو أمرٌ ضروري وحيوي، ليس فقط لأنّه يندرج في إطار الواجب الإنساني والأخلاقي، بل أيضاً لأنّه جزء من أسلحة المواجهة ومقتضيات تحسين شروط التفاوض حول تسوية تخدم مصالح لبنان.
وفي السياق، شدّد الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على “ضرورة تحصين الجبهة الداخلية في هذه الظروف الصعبة، لمواجهة تحدّيات العدوان الإسرائيلي الذي يتعرّض له لبنان”.
وأكّد جنبلاط في حديثٍ لـ”الجمهورية”، أنّ “الأولوية راهناً هي لتعزيز الصمود، بالتالي احتضان النازحين وتغطية متطلّبات حياتهم اليومية في الأماكن التي لجأوا إليها، وهذا الآن أهم من أي أمر آخر”.
وأضاف، “الهمّ الأساس والمركزي في الوقت الحاضر يجب أن يكون تأمين احتياجات النازحين الملحّة، بالتعاون مع المؤسسات الدولية المختصة، ومع الهيئة العليا للإغاثة التي ينبغي تفعيل دورها حتى تتمكن من الإحاطة بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها في هذه المرحلة الاستثنائية، وأنا أدعو الجهات المعنية في الدولة إلى تعزيز قدرات تلك الهيئة قدر المستطاع”.
وأوضح جنبلاط، أنّ “الحزب التقدّمي الإشتراكي يحاول المساعدة قدر الإمكان حيث يتواجد، لكن لا تزال هناك نواقص كثيرة في الجبل ينبغي سدّها بالتعاون بين الجميع”.
وتساءل جنبلاط: “أين حماسة تلك الجمعيات والهيئات المحلية والدولية، من NGOs وغيرها، التي ظهرت فجأة وراحت تنتشر كالفطر بعد انفجار المرفأ تحت شعارات إنسانية وخيرية؟ أين اختفى هؤلاء في وقت يفترض أن يكونوا حاضرين حالياً لمساعدة النازحين؟ إنّه أمرٌ مستغرب حقاً”.