ربطت معلومات حول تفاصيل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وسلسلة هجمات سابقة ولاحقة، طالت قادة سياسيين وعسكريين في حزب الله، بوجود اختراق إيراني وراء “المعلومات الثمينة” المرتبطة بهذه العمليات.
وأشارت صحيفة فرنسية إلى أن جاسوساً إيرانياً أبلغ إسرائيل بوصول حسن نصرالله إلى ضاحية بيروت الجنوبية، عقب تشييع قائد وحدة الطائرات دون طيار في الحزب محمد سرور.
ونقل الجاسوس ذاته، بحسب الصحيفة، معلومة حول وجود نائب قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان عباس نيلفوروشان، في السيارة ذاتها التي كانت تقل حسن نصرالله.
وبعد اغتيال نصرالله، هرع مسؤولون أمنيون إيرانيون إلى نقل الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي، إلى مكان آمن داخل البلاد، واتخاذ إجراءات أمنية مشددة لحمايته، بحسب ما ذكر مسؤولان إيرانيان.
وقال مسؤول أميركي لشبكة ABC الأميركية: إن “تقديرات الولايات المتحدة وإسرائيل أنه تم القضاء على نحو 30 من كبار قادة حزب الله خلال الأسابيع القليلة الماضية، وإن من تبقى من القادة لديهم مخاوف من وجود جواسيس بين صفوف قادة الحزب”.
وتعيد هذه التفاصيل إلى الأذهان سلسلة من حوادث الاختراق الأمني في إيران، التي استهدفت إحداها تخريب منشآت نووية إيرانية، واغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في طهران في 27 تشرين الثاني عام 2020، وسرقة الأرشيف النووي الإيراني.
كما يزيد من التساؤلات حول الخرق الأمني الذي رافق حادثة اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في قلب العاصمة الإيرانية طهران، وفي مبنى خاضع بشكل كامل لإجراءات أمنية مشددة من الحرس الثوري الإيراني.
وفتح تكرار الاختراقات الأمنية في إيران، الباب مجدداً أمام فرضيات عدة بشأن حادثة تحطم طائرة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان وعدد من المسؤولين الإيرانيين البارزين، والتي أدت لمقتلهم جميعاً.
كما ارتبط مقتل رئيسي بفرضية جديدة عقب هجمات البيجر، التي استهدفت عناصر حزب الله قبل أسبوعين، بعد أن تبين أن الحرس الثوري الإيراني كان يوصي بأن يكون جهاز البيجر وسيلة الاتصال الخاصة برئيسي.
وعزز هذه الفرضية ظهور صور عدة للرئيس الإيراني الراحل خلال لقائه مسؤولين، وكان جهاز البيجر ضمن المقتنيات القليلة الخاصة التي ظهرت معه.
ويرى الخبير في الشأن الأمني، رائد نعيرات، أن “عنصرين أساسيين تعتمد عليهما إسرائيل في تنفيذ عملياتها الأمنية والعسكرية خارج حدودها، واغتيال قيادات بارزة من أعدائها العسكريين في منطقة الشرق الأوسط”.
وقال نعيرات لـ24، إن “العنصر الأول يتمثل في تحقيق اختراق بشري عبر تجنيد شخصيات للعمل لصالح أجهزة المخابرات الإسرائيلية”، لافتًا إلى أن هذا العنصر هو الأهم بالنسبة لإسرائيل والأكثر فاعلية في تحقيق الأهداف، وملاحقة المطلوبين لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وأوضح أنه وعلى مدار عقود من الصراع في المنطقة نجحت أجهزة الأمن الإسرائيلية في تجنيد شخصيات للعمل لصالحها، بعضهم كان من أصحاب النفوذ والمراكز الاستراتيجية والحساسة”، مرجحاً أن يكون ذلك أحد العوامل التي ساعدت إسرائيل في الوصول لقيادات الصف الأول بحزب الله.
وأضاف: “بتقديري إسرائيل وصلت إلى الأمين العام للحزب حسن نصر الله والقادة السياسيين العسكريين عبر اختراق غير مسبوق للصف الأول بالحزب”، متابعاً: “يبدو أن إسرائيل نجحت في تجنيد شخصية مهمة للغاية بالحزب”.
وأشار إلى أن “الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في السنوات الأخيرة تمثل إشارة قوية على نجاحها بتجنيد قيادات ومسؤولين بارزين، سواء داخل النظام الإيراني، أو لدى حلفائه بالمنطقة”، مبينًا أن ذلك حدث بوتيرة أخف حدة لدى حركة حماس في غزة.
وتابع: “أما العنصر الثاني فيتمثل في التفوق التكنولوجي الكبير لإسرائيل على أعدائها، خاصة استخدامها للذكاء الاصطناعي والتقنيات التجسسية فائقة الدقة”، مشيراً إلى أن إسرائيل تستعين أيضاً بالمعلومات الاستخباراتية من الولايات المتحدة وحلفائها.