شعار مخيف يرفعه نتنياهو بوجه “حزب الله”

ليبانون ديبايت – محمد المدني

تصريحان مختلفان شكلاً ومضموناً تصدرا المشهد السياسي في  لبنان يوم أمس، الأول لنائب أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، والثاني لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

قاسم خرج إلى الرأي العام بخطاب عالي النبرة لا تراجع فيه ولا استسلام عن مواصلة الحرب مع إسرائيل، أما ميقاتي فنادى بالدبلوماسية بعد لقائه الرئيس نبيه بري الذي وافق بحسب ميقاتي على إمساك الجيش  اللبناني زمام الأمور عند الليطاني.

إذاً نحن أمام تصريحين يعكسان التناقض الذي يعيشه الفريق اللبناني في حربه مع إسرائيل، فالجهة العسكرية أي الحزب، ترفض إعلان هزيمتها أما القوى السياسية ممثلة ببري وميقاتي، فتركض نحو الحل الدبلوماسي تجنباً لمزيد من الكوارث دون ضمانة أكيدة لوقف الحرب.

لكن الأزمة الحقيقية ليست عند الجانب اللبناني بل تكمن في فشل الجهتين بإعادة فرض التوازن في الصراع القائم، فلا “حزب الله” قادر على الصمود بوجه إسرائيل، وهذا ما أكدته الأيام الماضية بعد تلقي الحزب عدة ضربات قاسية ليس آخرها اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، ولا الفريق السياسي قادر على إنجاز الإتفاق الدولي لرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي حل قبل تحقيق جميع أهدافه العسكرية.

وبما أن نتنياهو كان رافضاً للحل الدبلوماسي في عزّ قوة الحزب، ما الذي سيدفعه للقبول به في وقت يعاني فيه “حزب الله” ما لم يعانه منذ تأسيسه؟ لذلك تشير كل المعطيات إلى أن نتنياهو عازم على مواصلة العمل العسكري في لبنان حتى الوصول إلى مبتغاه وبات الإجتياح البري للبنان قاب قوسين أو أدنى، وهو ما سيشعل الحرب اكثر من أي وقت مضى.

وتتحدث مصادر دبلوماسية عن خطورة التصعيد الصهيوني، فتقول إن إسرائيل عادت لترفع اليوم الشعار نفسه الذي رفعته بعد المذابح التي تعرض لها اليهود على يد النازية الألمانية، وهو “never again” وهذه المرة بوجه الحزب، بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذت على يد حركة “حماس” في 7 تشرين والتي كانت أقسى ضربة تتعرض لها إسرائيل منذ المذابح المذكورة أعلاه.

ولتحقيق النصر على الحزب، تستعد إسرائيل لتنفيذ اجتياحٍ بري يزيد من تصعيد كبير في جولة جديدة لا يدري أحد إذا ما كانت ستحمل مفاجآت أخرى مؤلمة للحزب، أم أنها على خلاف ذلك، ستعيد التوازن إلى المواجهة بينه وبين الإسرائيليين الذين يطمحون لخلق منطقة منزوعة السلاح قرب حدودهم الشمالية ويبغون من اجتياحهم البري، تدمير البنى التحتية العسكرية ل”حزب الله” في هذه المنطقة.

لا شكّ أن المأزق اللبناني كبير أمام نشوة إسرائيلية جرّاء تفوّق عسكري لم يستطع “حزب الله” التصدّي له حتى الآن، وأمام عجز دولي فاضح لدرجة التواطئ في الضغط على نتنياهو لوقف عدوانه، وأمام غياب إيراني لافت في مؤازرة الحزب في أخطر اختبار يمرّ به.

وإن لم يحصل تحوّل جذري في الميدان يضع حدّاً للجموح الإسرائيلي ويجبرها على وقف لإطلاق النار، فإن لا أفق واضحاً لإنتهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية إلاّ بالعودة إلى تطبيق جديد للقرار 1701 ينال موافقة الطرفين وأولهما إسرائيل المتفلّتة من أي ضوابط.

Exit mobile version