“إذا طالت الحرب”… نائب يحذر من أزمة

“ليبانون ديبايت”

لا يُبدي النائب مارك ضو أي تفاؤل بإمكان الوصول إلى أي وقف للعدوان الإسرائيلي عبر ما يطرح من مبادرات لوقف النار على المستوى الدولي والأممي، متوقعاً تكرار تجربة مفاوضات وقف النار في غزة.

ويشير النائب ضو في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أنه من الواضح أن إسرائيل تسعى إلى تضييع الوقت بالنسبة للنقاش حول وقف إطلاق النار، مذكراً بتجربة عدوان 2006، حيث تطلب إنجاز قرار وقف النار بنتيجة مبادرة دولية جدية لوقف الحرب، أكثر من أسبوعين، إلى أن صدر القرار 1701.


إلاّ أن ضو يتوقع استمرار المماطلة الإسرائيلية إلى ما بعد خمسة أسابيع، موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، مؤكداً أن بنيامين نتنياهو يستغل هذه المهلة الفاصلة، لتصعيد عدوانه على لبنان، لأنه لن يقدم على أي خطوة تجاه رئيسٍ أميركي يستعد لمغادرة البيت الأبيض.

ورداً على سؤال عن تحول جبهة لبنان إلى جبهة أساسية، يؤكد ضو أن جبهة غزة تبقى أساسية، كون طبيعة المفاوضات الجارية لوقف النار تختلف، ذلك أن ما يتمّ التفاوض حوله في لبنان، هو وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بينما في غزة يدور التفاوض حول إطلاق أسرى إسرائيليين.

إلاّ أن ضو يشدد على أهمية التنسيق الفرنسي – الأميركي في هذه المرحلة، ويقول إن باريس تمتلك هامشاً من حرية الحركة أكثر من واشنطن، لأن ما من انتخابات رئاسية فرنسية، كما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد يقوم بدور أكبر في الفترة الإنتقالية في الولايات المتحدة الأميركية، سيما وأنه قادر على التحرك بسبب علاقته مع “حزب الله” و مع إيران.
ومن هنا، فإن زيارة وزير الخارجية الفرنسي الأخيرة إلى بيروت، كانت لافتة وفق ضو، الذي يعتبر أن لبنان ما زال أولوية فرنسية، بينما الدول العربية لم ترسل أي موفد حتى الآن، وربما يكون ذلك بسبب موقف حكومة تصريف الأعمال والنفوذ الإيراني الواضح.

وبالتالي، يركز ضو على أن إنقاذ لبنان، يكون عبر تفعيل دور المؤسسات وفي مقدمها مجلس النواب، وذلك لكي تلعب دورها كاملاً من خلال بروز قرار لبناني خارج إطار “حزب الله” ومن خلال المؤسسات الشرعية.

ويشدد ضو أن ما من مخرج عسكري للحرب، كون إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها العسكرية، وهو ما يحتم العمل من أجل إنقاذ لبنان، عبر اتفاق على مستوى الدولة اللبنانية، ومن هنا تأتي أهمية انتخاب الرئيس وتكريس الوحدة الداخلية ثم التفاوض على الحل الدبلوماسي.

وبعد ارتفاع عدد النازحين ليتجاوز المليون نازح واحتمالات ارتفاع هذا العدد إذا طال أمد الحرب، يحذر ضو من أزمة وشيكة وهي الوصول إلى مرحلة لن يعود اللبناني فيها قادراً على تحمل ضغط أي حرب طويلة، خصوصاً وأن كل المواطنين يواجهون ظروفاً صعبة وليس فقط النازحين منهم، بسبب الضائقة المالية، وهو ما يُنذر بأن ينعكس توتراً في الشارع، في أوساط النازحين أنفسهم، كما بين أهالي القرى التي نزحوا إليها، لأن المواطن يعيش واقع الإنهيار والأزمات منذ العام 2019 ولن يتمكن من تحمل الحرب أيضاً.
Exit mobile version