“ليبانون ديبايت”
عدة محاولات للعدو الإسرائيلي للدخول إلى الأراضي اللبنانية منيت بالفشل رغم الترويج لدخوله إلى بلدة كفركلا، وقد تكبد خسائر فادحة لم يكن يتوقعها ظناً منه أنه مهّد الارضية للدخول البري بإضعاف المقاومة عبر استهداف قادتها، لا سيما أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، لكن ما حصل خلط الأوراق لديه، فكيف تواجه المقاومة الزحف الاسرائيلي عند الحدود؟
يشير العميد الطيار المتقاعد بسام ياسين، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، إلى أن “الإسرائيلين يحاولون من أكثر من مكان للدخول بريًا إلى لبنان، وأمس دخلوا إلى كفركلا، وبحسب معلوماته، فإنه في الليلة الماضية تم إخراجهم من هناك، كما أنهم تعرضوا لتفجيرات اليوم عند محاولة دخولهم من العديسة، مؤكدًا في هذا الإطار بأنه “يصعب عليهم تحقيق أي تقدم”.
ووفق المعطيات والتتقنيات المستعملة، يرجّح بأن “المقاومة تحضرت جيداً وليس من الآن بل منذ مما يقارب الـ 11 شهراً لهذه المعركة على صعيد العبوات والألغام ومراكز رمي وتموين، لذا فإن الأرض مهيأة جداً للدفاع”.
وعن حقيقة الخسائر بصفوف جيش العدو، يوضح بأن “الجيش الإسرائيلي يتحدث عن خسائر والأرقام صحيحة، هناك خسائر كبيرة لأن العدو يحشد قوات كبيرة على الحدود وهذا الحشد لا بد من أن تقع فيه الخسائر وتكون الإصابات مرتفعة”.
وعن التغطية النارية للمقاومة في إتجاه الأراضي المحتلة، فيلفت إلى أن “الرماية إلى الداخل لها علاقة أكثر بالرد على ضرب الضاحية والقرى، ولكن في جميع الأحوال فإذا كانت الضربات لخطوط إمداد الجبهة الشمالية الاسرائيلية، فبالطبع لها فائدة عسكرية كبيرة، لكن الهدف الأساسي منها هو الإثبات أننا رغم كل الضربات التي قام بها العدو فما زالت القدرة الصاروخية للمقاومة كبيرة جداً وهذا أكبر دليل”.
وفي المعركة البرية اليوم، يشير إلى أن “العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية قصيرة المدى هي التي تؤذي أكثر وتوقع عدد كبير من الخسائر، ولكن علينا أن لا ننسى أن عامل الجو ليس لنا والمسيرات تمنع الكثير من حركة المقاتلين على الأرض، ويتم الاستعانة بتفجيرات وإستخدام أسلحة عن بعد، كما أنهم ينتظرون الوقت المناسب لإعادة زرع عبوات وكمائن لكن الجو ليس لمصلحتهم، إلا أن المقاومين حتى الساعة حققوا الكثير ونأمل أن يبقوا على هذا النحو”.
ويتوقع أن “يبقى المقاومين على هذه الوتيرة، فهم تهيأوا جيداً وهناك تحشيد كبير للجنوب، ولا يرجّح بأن يؤخذ أي متر من أرض بالمجان، فأي توغل يحصل يتم إستيعابه في وقت لاحق وطرد الجنود إلى الخارج”.
أم عن إحتمال إحتلال مناطق والبقاء فيها، يعتبر أن “طول أمد بقائهم في أية بقعة من لبنان ستكبدهم خسائر كبيرة، وهذه الخسائر حتماً هي من سيجبرهم على وقف العدوان وبالتالي الخسائر العسكرية الكبيرة هي من سيجبرهم على الإنسحاب”.
أما عن أسباب انتهاج الاسرائيلي سياسة التدمير، فيعتبر أنه “من الطبيعي أن يعتمد الإسرائيلي سياسة حرق الأرض ومن ثم الدخول على إعتبار أي هجوم بري سيسبقه تمهيد ناري”.
ولماذ قصف الضاحية وبيروت البعيديتين عن الجبهة الجنوبية؟ يرى أن “للضاحية حسابات أخرى، فقصفها يؤثر على قيادات المقاومة على إعتبار أنهم في حال قضوا على قياداتها فذلك يؤثر على أداءها على الحدود، لكن هذا غير واقعي فكل قائد قطاع أو جبهة هو من يقدر ولديه كافة المعطيات والأوامر في الأساس وهو مُهيء”.
ويلفت إلى أن “قصف الضاحية يعتبرونه معنوي وله تداعيات على الإقتصاد البيناني والتعافي في المستقبل، وكذلك العدو ليس لديه شيء يخسره فالقذائف تأتيهم مجاناً من الاميركيين، والأهمية اليوم حسب ما يشير هي “صفوف العسكر والمدنيين الإسرائيليين وهذا ما يردعهم”.
وعن ما يشاع بأن الضاحية يتم قصفها من بوارج غير إسرائيلية، ينفي بأن “يكون لديه معلومات حول ذلك، ولكن يعلم بأن البوارج الإسرائيلية تحمل صواريخ بعيدة المدى 130 كلم من الممكن “رفايل” وصواريخ دقيقة، وأما مدفعية البوارج فهي قصيرة المدى 76 ملم لا تسطيع أن تصل، كما أنهم بإمكانهم الرمي من الغواصات، لكن من أينما كان المصدر فالنتيجة واحدة وهي قصف الضاحية، وأيا كان المصدر أميركي أو ألمأني او بريطاني أو غيره، فالنتيجة هو مع إسرائيل التي لا تحارب وحدها بل بإسم الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية”.