بات واضحاً أنّ الحرب بين إسرائيل وحزب الله ليست تقليدية، وما يُستخدم من أدوات التقدّم التكنولوجي يُحوّل المعركة إلى ما يُشبه أفلام الخيال العلمي.
مؤخّراً، ازدادت الخروقات الإسرائيلية لحزب الله عبر التكنولوجيا من «البيجرز» إلى أجهزة الاتصال اللاسلكية وغيرها. كلها تفاصيل دقيقة استخدمت فيها إسرائيل تفوّقها التكنولوجي لتحقيق ما يؤمّن لها مصلحتها. وهذا ما جعل بيئة الحزب تحتاط أكثر وتهاب كلّ ما يرتبط بالتكنولوجيا.
وإن كان البعض يظنّ أنّ الحلّ بإطفاء خاصية تحديد المواقع على الهاتف ويُعمَّم هذا الطلب على البيئة الحاضنة لحزب الله بدافع الحماية، فإنّ البعض الآخر بدأ بإطلاق تحذيرات جديدة من بطاقات «السجّاد» التي وزّعها الحزب خلال الأزمة الاقتصادية على أهله من المدنيِّين، بغية تأمين بعض الأدوية والمواد الغذائية بأسعار معقولة حين كان الغلاء يكوي اللبنانيِّين.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مجموعات «الواتساب» ازدادت التحذيرات من بطاقة «السجاد»، وطُلب من حامليها تمزيق بطاقاتهم لأنّها مخترقة من إسرائيل، وهي قادرة على تحديد مَن يحملها وجمع المعلومات حوله، وفقاً لما يتمّ تداوله.
وتُظهر الصورة المرفقة تعليمات تُحدِّد كيفية كسر البطاقات ومن أي نقطة حتى يتمّ ضمان عدم وصول المعلومات إلى إسرائيل أو أقلّه صدّ قدرتها على اختراقها.
وبالفعل على الأرض، تجاوب لبنانيّون يحملون هذه البطاقات مع الطلبات التحذيرية وكسر كثيرون منهم بطاقاتهم، حتى أنّ صوراً للبطاقات مقطّعة انتشرت. وسرت التحذيرات في الساعات الأخيرة مثل النار في الهشيم من دون أن يتمكّن أحد من معرفة ما إذا كانت هذه البطاقات مخترقة فعلاً أو أقلّه مصدر هذه المعلومة.
من جهتها، تقول مصادر تدور في فلك حزب الله لـ«الجمهورية»، إنّ لا حاجة لكسر هذه البطاقات وتقول إنّها مخصّصة أصلاً للمدنيِّين من أصحاب الدخل المحدود، بالتالي فإنّ المعلومات التي إن كانت إسرائيل تجمعها لا أهمية لها ولا تفيدها أصلاً. واستبعدت هذه المصادر أن يكون تركيز إسرائيل مُنصَباً على هذا النوع من البطاقات في هذه الفترة وأن تكون من الأصل مخترقة.
إيفانا الخوري- الجمهورية