في لحظات تجسدت فيها أعمق معاني الوفاء والتضحية، كشف نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، محمود قماطي، عن تفاصيل مأساوية عاشها عناصر الدفاع المدني أثناء محاولتهم إنقاذ الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله. ووفقًا لرواية قماطي، كانت الأجواء خانقة داخل نفق تحت الأرض، حيث تسربت الغازات السامة، لتغرق الأمل في إنقاذ السيد نصر الله.
لكن وسط هذه اللحظات المأساوية، برزت قصة تضحية بطولية. قماطي روى كيف أن أحد المتطوعين في الدفاع المدني، المليء بالعشق والحب لسماحة السيد، لم يتمكن من الوقوف مكتوف الأيدي. ورغم المخاطر المحدقة، قرر المتطوع المخاطرة بحياته للدخول إلى النفق، غير آبهٍ بخطر الموت. وعندما وصل إلى جثمان السيد، قام بنزع جهاز التنفس الخاص به ووضعه على وجه السيد في محاولة يائسة لإنقاذه. هذه التضحية الجليلة انتهت باستشهاد المتطوع بجانب من أحب بكل صدق.
قماطي: “الشائعات لا يجب أن تطغى على الحقيقة”
في ضوء هذه الرواية المؤلمة، وجه قماطي نداءً مليئًا بالألم إلى الجميع، مطالبًا بالتروي والابتعاد عن الشائعات التي بدأت تتداول حول عدم استشهاد السيد حسن نصر الله. وأكد قماطي أن لو كان السيد نصر الله لا يزال بيننا، لما ابتعد عن جمهوره الوفي الذي لطالما أحبه ووقف إلى جانبه.
أشار قماطي إلى أن الجثمان قد تم لمسه وفحصه، وهو ما يضع حدًا لأي شكوك أو تساؤلات. وناشد الجميع بأن الوقت قد حان لمواجهة الواقع المؤلم، والتوقف عن نشر الأخبار التي تزيد من ألم المحبين. التشييع، كما أكد، سيكون لائقًا بمقام السيد، ويليق بشخصيته ودوره الكبير في المقاومة.
رسالة الصبر لجمهور المقاومة من قماطي
في كلمات امتزجت بالعاطفة والدعوة إلى الثبات، وجه محمود قماطي رسالة مؤثرة لجمهور المقاومة. دعا فيها الجميع إلى التحلي بالصبر والوعي في مواجهة هذه اللحظات العصيبة، مؤكدًا أن التشييع سيُنظم بطريقة تليق بعظمة الشهيد ودوره الريادي. وأضاف قماطي أن كل ما هو مطلوب الآن هو توخي الحذر والانتظار حتى الإعلان الرسمي، مشددًا على ضرورة الابتعاد عن الشائعات التي تضر أكثر مما تنفع.