“نتنياهو يسعى لتدمير لبنان”… العريضي يحذّر من تصعيد غير مسبوق

“نتنياهو يسعى لتدمير لبنان”… العريضي يحذّر من تصعيد غير مسبوق

رأى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي أن “حزب الله لم يُهزم، فهو لا يزال يواجه إسرائيل برًا وبشراسة، كما أن صواريخه تصل إلى العمق الإسرائيلي، رغم تأثر بنيته القيادية بعد استشهاد أمينه العام السيد حسن نصرالله وكبار قياداته، وهذا يحدث مع الجيوش الكبيرة والدول ذات الشأن”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، قال العريضي: “معلوماتي تشير إلى أننا دخلنا في نقاش حول وقف إطلاق النار تسعى له فرنسا بشكل جاد، وهناك تواصل بين باريس وإيران وواشنطن ولندن. ومع ذلك، يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن لديه فرصة ذهبية بفضل الدعم الأميركي غير المسبوق في تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويسعى من خلال ذلك إلى استمرار تدمير لبنان عبر العدوان الغاشم والممنهج”.

وأضاف: “هناك أجواء عن تصعيد غير مسبوق يتوازى مع ما يحدث اليوم، ليستفيد نتنياهو من هذا الوقت الضائع حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية، وسط صمت مريب من واشنطن وسعيها كالمعتاد لإحتواء الوضع كما كانت الحال في غزة فدمّرت غزة، ولبنان ذهب إلى النموذج الغزاوي وفاقه كثيرا”.

واعتبر أن “لقاء عين التينة لم يُحقق النتائج المرجوة، ولن أصفه بالفاشل، لكنه جاء في غير وقته. لا يوجد غطاء مسيحي، وكان ينبغي أن يُعقد لقاء وطني إنقاذي على مستوى كبير، مع فتح أبواب المجلس النيابي كما دعا النائب ميشال الظاهر، لإرسال رسالة إلى العالم لإدانة ما يجري في لبنان ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية. لكن، على من ‘تقرأ مزاميرك يا داود؟'”.

وتابع: “النائب سليمان فرنجية خرج من عين التينة قائلاً إن بري لا يزال يدعمه، فأين الحديث في لقاء عين التينة عن مرشح توافقي؟ فرنجية مطروح، وهو رجل وطني، لكن قائد الجيش العماد جوزاف عون لم يستغل أي دبابة إلا الدبابة الوطنية، واسمه مطروح أيضًا. كما أن مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري هو رجل الإنجازات الأمنية والوطنية، واسمه مطروح بقوة. في حين ظهر حراك النائب نعمة افرام بشكل لافت في الآونة الأخيرة، ما يشير أن اسمه متداول لأسباب متعددة، وكذلك الأمر للنائب فريد البستاني”.

أما عن الحكومة، فرأى العريضي أنها “تقوم بدورها، وأبواب الدعم الخليجي فتحت على مصراعيها. ووزير الاقتصاد أمين سلام التقى بسفراء دول الخليج ويقوم بدور كبير عبر علاقاته مع الدول الخليجية، التي تقول إنها لن تتخلَّ عن لبنان يومًا، فشكرًا لها”.

أما بشأن لقاء شنايه، قال العريضي إنه “لقاء حزبي مطعّم بالمجلس المذهبي وبنواب الثورة”. واعتبر أن “رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط دعا بالفعل إلى لقاء درزي جامع، وهو ما دعا إليه أيضًا شيخ العقل سامي أبو المنى. بينما تمنّى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال إرسلان أن يُعقد اللقاء في عبيه لثقلها الديني الدرزي، لجمع أقطاب الدروز مع وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط، وكذلك الوزير السابق وئام وهاب، والمباحثات جارية في هذا الإطار”.

وفي سياق آخر، قال العريضي: “بعدما تحول لبنان إلى غزة أخرى، فإن الإعمار يتطلب مشروع مارشال جديد، وهذا ما يشير إليه رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، الذي يقوم بدوره على أكمل وجه، لكنه يرى أن حجم الدمار يحتاج إلى دعم كبير. اليوم نسعى لدعم النازحين عن قراهم وبلداتهم، وهذه توجيهات رئيس مجلس النواب في هذا الإطار”.

وخلُص العريضي قائلاً: “بصراحة، لقد بدّل جنبلاط مواقفه، فهو انتقل إلى تحالف وليس إلى تنظيم خلاف مع حزب الله. وتلقّى قبل استشهاد السيد نصرالله برقية شكر منه على موقفه الداعم، كما أن جنبلاط طالب حزب الله بالرد على إسرائيل, ومن ثم تلقّى رقية من رئيس حركة حماس يحي السنوار، وهذا الأمر من الطبيعي أن يغضب دول الخليج، حيث يوجد رجال أعمال دروز وجالية كبيرة تعمل هناك، وبعضهم يدعم الاشتراكي. وقد وصل جنبلاط إلى مرحلة الدعوة إلى الهدنة والحياد، ممّا يعني أنه لم يهاجم حزب الله، لكنه تراجع بشكل دراماتيكي، وهذه هي طبيعته في السياسية”.

Exit mobile version