“ليبانون ديبايت”
لم يمرّ الكلام الخطير للسفير الأميركي السابق دايفيد هيل، الذي اعتبر أن “القرار 1701 قد اصبح وراءنا”، عند خبير عسكري استراتيجي، إذ يقرأ فيه مقدمةً لما ستكون عليه ملامح المرحلة المقبلة، وإشارةً واضحة على أن ضوءاً أخضراً أميركياً قد سمح للعدو الإسرائيلي بمواصلة العمل لتحقيق أهدافه براً بعد إنجاز مرحلة الإجتياح الجوي بهدف القضاء على كل إمكانات القتال لدى “حزب الله”.
ويكشف الخبير العسكري ل”ليبانون ديبايت” عن انعكاس الموقف الأميركي على اليوم التالي للعدوان الإسرائيلي وتحديداً في منطقة الجنوب، معتبرةً أن تطبيق القرار 1701 لم يعد وارداً لدى كل من واشنطن وتل أبيب، بمعنى أن إسرائيل تسعى إلى عدم القبول بأي حل أو حتى بوقفٍ مؤقت لإطلاق النار أو هدنة لأيام محدودة.
وأمّا الهدف الإسرائيلي الفعلي والذي تدعمه واشنطن، هو بحسب الخبير ذاته، تثبيت الوجود الإسرائيلي على أرض الجنوب أو ما يُعرف بfoot on the ground أولاً ثم فرض أمر واقع قبل بدء أي مفاوضات ثانياً، وصولاً إلى البحث بأي صيغة تفاوضية مع لبنان ثالثاً، وذلك خلافاً لكل المواقف المعلنة منذ بدء العدوان على لبنان.
وانطلاقاً من هذه المعطيات، يُعرب الخبير عن خشيته من حصول التفاف من جهة ما تسميه إسرائيل “الخاصرة الرخوة” أو الجولان، خصوصاً وأن ما يزيد من هذه الخشية، هو ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن أن قوةً روسية كانت تتمركز في مرتفع هام جداً في الجنوب السوري مقابل الجولان المحتل، قد انسحبت منذ يومين من دون تبرير هذا الإنسحاب.
وعليه فإن الكثير من علامات الإستفهام تحيط بهذه الخطوة الملتبسة، يقول الخبير العسكري، وما إذا كانت بهدف حماية العناصر الروسية أم أنها ردّ على الرسالة الإسرائيلية الصاروخية إلى محيط قاعدة حميميم الذي قُصف بخمسين صاروخاً، أو إقراراً روسياً بالأمن القومي الإسرائيلي خصوصاً وأنه لم يبادر إلى التصدي مرةً للطيران الإسرائيلي خلال كل اعتداءاته على سوريا.
إلاّ أن الربط ما بين التطورات على هذا المحور والإنذار الإسرائيلي لمرتادي الشاطىء من صور إلى الناقورة، خصوصاً وأن إسرائيل امتلكت في العام الماضي سفينتي إنزال، يؤدي وفق الخبير، إلى طرح احتمالٍ ممكن باعتماد استراتيجية أخرى من قبل العدو، وذلك بعد تصدي المقاومة لها، على أن تقوم هذه الإستراتيجية على الإلتفاف على المقاومة، فالإنذار وفي حال لم يكن هناك إنزال، قد يكون الهدف منه، هو تشتيت “حزب الله” ما بين الجبهة المفتوحة وطول الساحل لكي تتمركز المقاومة على طول الساحل تحسباً لأي إنزال من قبل العدو الإسرائيلي.