الإسرائيلي يجيد القتل لا القتال… العميد جابر: العدوان سيستمر
تستمر محاولات العدو الإسرائيلي للتوغل البري في لبنان للسيطرة على المرتفعات التي تمكنه من رصد تحركات المقاومة في العمق الجنوبي، لكنها اصطدمت بمقاومة شرسة كبدتها خسائر كثيرة، ولم تنجح رغم تجاوزها المحدود لبعض الأماكن في البقاء فيها، حتى إنها أقدمت على تفجير حي بأكمله في بلدة محيبيب بعد تعذر البقاء هناك، وصورت ذلك إنجازاً برياً.
فما الهدف من التوغل البري، لا سيما أن الإسرائيلي يسيطر جواً على لبنان من الجنوب إلى البقاع وبيروت مروراً بالجبل والشمال؟
يميز رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث في بيروت، العميد هشام جابر، بين ما يسمى قتل وقتال، حيث يقول إن الإسرائيلي مستمر بالقتل في كل لبنان، فهذا ما يتقنه، فهو لا يعرف القتال مطلقاً بل القتل فقط. ويؤكد أن الإسرائيلي ملجوم اليوم لجهة الدخول البري، فهو يقوم حالياً بعمليات استطلاع بالنار ويختبر الدخول، ويعتبر أن التصدي سيجعله يفكر أكثر في موضوع التقدم البري، إلا أن ذلك لا يعني أن العدوان على لبنان سيتوقف.
أما لجهة الطلب من الجنوبيين الرحيل إلى ما بعد الأولي، فإن هدفه التهجير والتدمير، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيتمكن من القيام باجتياح بري، والدليل أن تدمير النبطية خلال اليومين الماضيين يكشف عن هذا الهدف.
كما أن سياسة التدمير والتهجير لا تقتصر على الجنوب، بل تطال البقاع، وبالتالي، المشهد اليوم يدور على مسرحين: مسرح للقتال عند الحدود ومسرح للقتل على كامل الأراضي اللبنانية. وهذا لا يشهد على قتال مباشر، بل يتم بالطائرات حيث يملك العدو من الذخائر الأميركية دون حساب، وبالتالي، هذا ليس بالأمر المكلف للإسرائيلي، فهو مجاني على حساب الأميركي والدول الغربية.
أما على مسرح القتال، فإن الإسرائيلي لا يحسن القتال أبداً، وبما أنه يحسن القتل، فقد علق في الجنوب، وبالتالي لا يمكنه أن يقوم باجتياح، وإذا أقدم على هذه الخطوة ستكون مكلفة إلى حد بعيد. فهو يريد اليوم احتلال القرى الأمامية ولم يتمكن من ذلك، ويهدف إلى احتلال القمم حتى يستطيع السيطرة على القرى الموجودة أسفلها، وبالتالي يمنع المقاومة من إطلاق صواريخ مباشرة.
ويشدد على أن المقاومة في الجنوب ستصمد كثيراً، لأن عملها لا يتعلق بما قام به العدو من اغتيالات، فهؤلاء المقاتلون يتدربون منذ سنوات، وهم يعلمون أين يقاتلون ومطلعون على كل زاوية في المنطقة وشبر، ولديهم تكتيك، ويمكنهم الصمود أكثر من الجيوش النظامية، لأنهم مرنون ومتحركون وخبراء بالكرّ والفرّ، فتترك العدو يتقدم حيناً لتشن عليه هجوماً أو تحضر له كميناً. وبالتالي، الفيديوهات التي يصورها العدو عند التقدم ليست سوى ترويجية، لأنه لا يلبث أن يفر من وجه المقاومة كما حصل في كثير من المواقع.
ويرى أن العدو اليوم، وجراء ما يحصل عند الحدود، يقتص من المدنيين بالغارات ومن قوات اليونيفيل من أجل دفعهم إلى ترك مواقعهم.