أكد رئيس تيار “الكرامة” في لبنان النائب فيصل كرامي صوابية نهج المقاومة، لافتاً إلى أن هناك أصواتاً داخلية تستقوي بجرائم الاحتلال، ولكنه يستدرك: “أؤكد أنها أصوات غير فاعلة على الأقل حتى الوقت الراهن”.
وفي حديث لـ الميادين نت أشار إلى أنه و”منذ اللحظة الأولى لإعلان العدو بأن قواته ستبدأ بـ “الغزو البري”، كنا نتطلّع إلى الجبهة الحدودية، وسرعان ما تبيّن للجميع بأن هذا العدو عاجز عن التقدّم كما أنه يتكبّد خسائر كبرى، ومن هنا الاطمئنان سواء كان اطمئناناً شخصيّاً، أو اطمئناناً لكلّ اللبنانيين الراغبين بأن يطمئنوا”.
هذه رغبة للمقاومة..
ويضيف “أما استقتال العدو لالتقاط الصور له في أراضٍ لبنانية فهو استقتال لا علاقة لنا به، بمعنى أنه وعلى المستوى العسكري فإن المقاومة لم تخفِ يوماً رغبتها ومصلحتها في حصول الالتحام، أي أنه إذا تقدّم الجيش الغازي ولو لأمتار قليلة داخل الأراضي اللبنانية فإن استهدافه يمسي أسهل وإيقاع الخسائر في صفوفه يصبح أكبر، ولا داعي لشرح هذه الاستراتيجية العسكرية، لأنّ الكلّ بات يعرفها”.
ما يفعله الاحتلال ناتج عن عجزه
“إن ما يفعله كيان الاحتلال هو ناتج عن عجزه، وهو يريد أن يقدّم صورة ولو مزيّفة أو كاذبة ولو كانت بلا أي قيمة استراتيجية وعسكرية لجمهوره الداخلي أو لما يسمى جبهته الداخلية مدعياً بأنه يحقّق إنجازات ويحقّق تقدّماً، وهو أمر لا أدري إن كان ينطلي على المستوطنين الذين باتوا يعرفون بأن حكومتهم تخدعهم وجيشهم أيضاً لا يقول الحقيقة. فلا قيمه عسكرية لهذه الصور التي التقطها الصهاينة في بعض المناطق اللبنانية هذا ما أقوله بكل ثقة”. يجزم كرامي.
الوزير السابق يشدّد على أن “مصدر ثقتنا بالنصر بإذن الله في هذه الأزمنة الصعبة التي نعيشها وفي ظل التدمير الهمجي الذي يعتمد فيه العدو على سلاح الجو، وفي ظل أيضاً هذا الصمت الدوّلي.. هي فعلاً روح سيد الشهداء وأرواح كل الشهداء وكذلك عزم الشباب، وقبل هذين العاملين هناك إيماننا القاطع بأن الله معنا لأن الله عز وجل ينصر الحق على الباطل”.
الشعب اللبناني محصّنٌ ولديه خبرة في المواجهة
ويركّز ابن مدينة طرابلس اللبنانية في شمال لبنان على “أننا في حالة مواجهة مستمرة ويومية ومنذ سنوات طويلة على مستوى الوعي الجمعي، رغم وجود انقسامات سياسية جديّة، وبالتالي، ورغم التمترس، فإنني أعتقد أن الشعب اللبناني وبكل بساطة محصّنٌ ولديه خبرة في هذه المواجهة”.
من هنا يقول إن “اللبنانيين يواجهون عملياً هذه الحملات عبر الاحتضان وعبر التمييز بين الانقسام السياسي وبين الوحدة الوطنية. ولا شك أنني كنت أتمنى أن يكون الشعب اللبناني على قلب رجلٍ واحد في مواجهة العدو، ولكن للأسف هذا غير قائم. ولنكن واقعيين، فإن القدر الذي أظهره اللبنانيون على مستوى الوحدة الوطنية حتى الآن يعتبر بحد ذاته مخيباً لكلّ الذين كانوا يراهنون ويأملون أن يوقدوا في لبنان فتناً داخلية لخدمة العدو”.
انتخاب رئيس بعد وقف العدوان
وإذ يتطرّق في جوابه على سؤال الميادين نت حول الحراك الدبلوماسي: “ليس من منطلق تحالفي أو تأييدي للمقاومة وإنما انحيازي للمصلحة اللبنانية العليا، من هنا أقول إن المساعي الخارجية لا شأن لي بها بل أقول إنها متوقّعة وقديمة ولا شيء جديداً فيها”.
ويكمل “أما ما يُطرح حول مساعٍ داخلية فإني أؤكد أن الأصوات الداخلية التي لا أنكر أنها تستقوي بجرائم الاحتلال، هي أصوات غير فاعلة على الأقل حتى الوقت الراهن، في حين أن الأصوات الوازنة، ولا سيّما الحكومية هي محصّنة تماماً وواعية تماماً ولديها طروحات ذات طابع براغماتي يفرضها الواقع اللبناني الصعب، وعلى هذا المستوى أنا لست خائفاً وموقفي هنا بأن تطبيق القرارات الدولية وتحديداً القرار 1701 مطلب ولكن وفق تفسيرات عادلة”.
“وكذلك انتخاب رئيس الجمهورية هو مطلب لنا جميعاً ولكن في ظل ظروف طبيعية وبعد وقف اطلاق النار”.
ويردف ليوضح “أمّا وقف إطلاق النار فموقفي كما حدّدت المقاومة منذ اللحظة الأولى، أي من 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 فإنه لا يحتاج حتى إلى مفاوضات ولا إلى مساعِ ولا حتى إلى مجلس أمن دولي، يكفي أن يتوقّف العدوان في غزة مع وقف لإطلاق النار فيها لينتهي كل شيء في لبنان“.
ماذا أقول لهؤلاء الذين يخونون وطنهم ومواطنيهم؟
نجل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق وابن شقيق الرئيس الشهيد رشيد كرامي يجزم أن “العدو لا يميّز بين مسجد وبين قاعدة عسكرية وبين كنيسةٍ وبين مستودع أسلحة وبين مدنيين وبين مقاتلين، هذا العدو همجي نازي فاشي بربري وهو اليوم في أقصى حالات التوحّش والتغوّل، من هنا فإن قصف أيطو (في زغرتا) أو البداوي (شمال لبنان) أو عدة مناطق سواء في بيروت أو في البقاع أو حتى في الجنوب لا يوجد فيها لا مظاهر مسلحة ولا مقاومون ولا مقاتلون هو أمر يهدف إلى ترويع الناس، أما بالنسبة لبعض اللبنانيين المحرّضين الواشين، فأنا لا أقول لهم أي شيء. فماذا أقول لهؤلاء الذين يخونون وطنهم ومواطنيهم. هؤلاء لا يقال لهم أي شيء”.
السيد يحمل لنا بشائر النصر
ويختم بالعودة إلى استشهاد سيد شهداء المقاومة، فيقول: “بالنسبة لي وعلى المستوى الشخصي فإن لبنان فقد قائداً لا يتكرّر، ورجلاً من أنبل وأصدق وأشجع الرجال. لقد سبقني أحدهم وقال بأن الشهيد الكبير سماحة السيد حسن نصر الله هو أعقل رجل في لبنان، وأعتقد أن هذا القول محقٌ تماماً. والمستغرب أنني في هذه اللحظة لا أستطيع قول أي شيء للسيد الغائب، فهو من يقول لنا وهو الذي يحمل لنا بشائر النصر في الميدان.. سنفتقدك يا سماحة السيد”.
عبد الله ذبيان – الميادين نت