على وقع معادلة إيلام العدو، جراء المسيّرات التي جابت أجواء تل أبيب، مروراً باستهداف ثكنة اللواء غولاني في بنيامينا، وصولاً الى منزل بنيامين نتنياهو، وليس آخراً ما تواجهه قوات العدو الاسرائيلي بتوغلها في الحدود الجنوبية للبنان من كمائن واشتباك وصعوبة في التقدم والاحتلال… تستعيد المقاومة قدراتها الميدانية، هجوماً ودفاعاً، ويكتسب المفاوض بالنيابة عن “حزب الله” وبالأصالة عن الدولة اللبنانية الرئيس نبيه بري مع الرئيس نجيب ميقاتي، القدرة على الصمود الديبلوماسي لإبعاد الاستسلام للشروط وللتمسك بالتزام القرار الأممي ١٧٠١، كما هو، من غير تعديلات ولا إضافات. إذ ليس في قاموس الرئيس بري أي “بلاس”، والقرار الوحيد هو ١٧٠١، كما أن الأولوية لوقف إطلاق النار من غير إغفال ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الموقف رسمي وجامع للبنانيين، إذ يذهب به الرئيس ميقاتي الى باريس حيث سيجري لقاءات رسمية للبحث في الحل السياسي على ضفاف مؤتمر المساعدات، مستنداً الى وحدة الموقف التي بدأت من البيان الثلاثي في عين التينة، وانتقلت الى بكركي واللقاء الروحي، ورست في توجه الحكومة رئيساً ووزراء.
طلب الموفد الأميركي آموس هوكشتاين موعداً من الرئاستين الثانية والثالثة، وسيلتقيهما في مطلع الأسبوع، وما سيسمعه هو الثبات اللبناني على القرار ١٧٠١ من غير اجتهادات ولا تراخٍ في رفض الشروط الاسرائيلية، إذ ما يسري على لبنان يسري على العدو الاسرائيلي، انطلاقاً من اتفاقية الهدنة وتنفيذاً للقرار الأممي… أما آلية التنفيد فتُبحث والدولة اللبنانية منفتحة على التفاوض تحت سقف أولوية وقف النار والقرار ١٧٠١، والكلام عن القرار ١٥٥٩ “تجليطة” كما يعبّر عنه مصدر سياسي قيادي لموقع “لبنان الكبير”.
ووفق مصدر حكومي بارز لموقع “لبنان الكبير” يبقى اللقاء الأبرز هو مع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في حال حضر شخصياً مؤتمر باريس، حيث سيلتقي الرئيس ميقاتي ويبحث معه الحل السياسي ومع باقي وزراء خارجية الدول المؤثرة العربية والغربية والمشاركة في المؤتمر، بدءاً من وقف إطلاق النار، مروراً بالتزام القرار ١٧٠١ وتعزيز عديد الجيش في الجنوب اللبناني، وصولاً الى انتخاب رئيس توافقي بأغلبية نيابية وتأليف حكومة مستقلين.