إسرائيل تواجه مرحلة جديدة من الح ر ب في لبنان وغ ز ة
ذكر موقع “The National Interest” الأميركي أنه “في 16 تشرين الأول، تمكن الجيش الإسرائيلي من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في حي تل السلطان جنوب غزة، بالقرب من رفح والحدود مع مصر. فبعد أن حولت إسرائيل جهودها إلى محاربة حزب الله في لبنان في منتصف أيلول، شعر السنوار أن إسرائيل خففت الضغط عنه وعن حماس في غزة. لقد كان قتل الجيش الإسرائيلي للسنوار بمثابة نجاح غير متوقع لإسرائيل، فما بدأ كحملة سريعة لهزيمة حماس في شمال غزة أصبح عملية طويلة، وفقدت حماس أكثر من 17000 مقاتل ومعظم قادة ألويتها وكتائبها، وفقًا للجيش الإسرائيلي، لكنها تتمسك بالعديد من المناطق في غزة”.
وبحسب الموقع، “في تشرين الأول، ومع تحريك قوات الجيش الإسرائيلي لقواته إلى لبنان لمواجهة حزب الله، تحركت إحدى فرقه من رفح للقتال في جباليا شمال قطاع غزة. ويربط هذا الحي مدينة غزة بمناطق مثل بيت حانون، وهي بلدة تقع بالقرب من الحدود الشمالية مع إسرائيل. وقد تأسست هذه البلدة في عام 1948، وكانت منذ فترة طويلة مركزاً للنشاط السياسي والنضالي الفلسطيني. وقد أعادت حماس بناء نفسها هناك، مما يدل على أنها تسعى إلى التمسك بغزة على المدى الطويل. إن معركة جباليا ووفاة السنوار تشير إلى مرحلة جديدة في غزة. فقد كانت حماس بالفعل بلا زعيم في غزة، بعد أن فقدت العديد من القادة. ومع ذلك، لا يبدو أن الجيش الإسرائيلي لديه خطة لغزو غزة بالكامل ومحو حماس بالكامل”.
وتابع الموقع، “بدلاً من ذلك، يقوم بغارات على المناطق، ويطهرها من المدنيين، ويحاول استئصال عناصر حماس المتبقين، ثم يغادر. وحتى الآن، لم تتوصل إسرائيل إلى استراتيجية علنية لما بعد الإطاحة بحماس. وفي ظل الفراغ في السلطة في غزة، تتمتع حماس بفرصة لإعادة تشكيل نفسها، وسوف يستمر القادة في الخارج في قطر في التأثير على الحركة”.
وبحسب الموقع، “في لبنان، تعمل القوات الإسرائيلية بشكل أكثر حزماً. ففي منتصف أيلول، بدأت إسرائيل استهداف قيادة حزب الله ومراكزه، واغتالت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وشهدت حملة جوية استمرت أسبوعاً أكثر من 2000 غارة جوية على مواقع حزب الله قبل إطلاق القوات البرية في الأول من تشرين الأول. ولكن بمجرد بدء الحرب البرية، لم تتحرك القوات الإسرائيلية بسرعة للاندفاع إلى نهر الليطاني في جنوب لبنان وإبعاد حزب الله. الخطة تتلخص في شن حرب بطيئة في لبنان، والهدف هو إجبار حزب الله على الانسحاب من جنوب لبنان والتوجه شمالاً إلى نهر الليطاني، الذي يبعد نحو عشرة أميال عن الحدود الإسرائيلية. ولكن لتحقيق هذه الغاية، فإن القوات الإسرائيلية لديها أربع فرق تتقدم على بعد أميال قليلة من الحدود”.
وتابع الموقع، “إن العملية في لبنان متعددة الجوانب، وأحد هذه الجوانب هو العملية البرية لهدم الأنفاق التابعة لحزب الله والتخلص من ترسانته المخبأة في جنوب لبنان وإلحاق الهزيمة بفرقه المتبقية.والجانب الآخر الذي بدأ في العشرين من تشرين الأول هو شن غارات جوية على المؤسسات المالية لحزب الله في لبنان. أما الجانب الثالث هو الهجمات على قيادة حزب الله.
وتزعم القوات الإسرائيلية أنها تمكنت من القضاء على عشرين قائداً من قادة سرية حزب الله وعدد مماثل من قادة الكتائب، كما تعتقد أنها اغتالت سبعة من قادة ألوية حزب الله. وكما حدث مع حماس، فإن هذا يعني أن قدرة حزب الله على القتال أصبحت أقل، ولكن حزب الله لا يزال متمسكاً بمناطق واسعة من لبنان، وبوسعه أن يطلق مائة إلى مائتي صاروخ يومياً على إسرائيل”.
وأضاف الموقع، “كما زاد حزب الله من تهديداته القاتلة باستخدام الطائرات من دون طيار. إن هذا التهديد يوضح أنه على الرغم من الضغوط الإسرائيلية المتزايدة على حزب الله، فإن الأخير لا يزال فعالاً في هجماته. والآن تواجه إسرائيل مشكلة مماثلة في لبنان كما في غزة”.
المصدر: خاص “لبنان 24”