لا تزال الإتجاهات المحتملة في المرحلة المقبلة بعد زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، مشوبة بالغموض والضبابية، في ضوء ما أعلنه بنيامين نتنياهو حول “وهم” وقف إطلاق النار في لبنان.
وفي الجانب العام للمشهد الميداني، فإن التطوّر الأخطر الذي برز أخيراً، كما تكشف مصادر نيابية مطلعة لـ”ليبانون ديبايت”، فهو إضافة أهداف جديدة إلى العدوان، كالمستشفيات والمراكز التجارية والمجمعات السكنية، كما في صور بالأمس، بحجة القضاء على بيئة المقاومة واقتصادها وأسلحتها وصواريخها.
لكن المصادر النيابية ترى أن نتنياهو ما زال يحظى بدعم دولي كبير، وإن كان هناك من يتحدث عن ضغط أميركي أو مبادرات أو محاولات جدية لوقف إطلاق النار، ذلك أن تصريحات هوكستين “المجمّلة” دبلوماسياً في بيروت، حول الدعم الأميركي لتطبيق القرار 1701 ليست سوى تجميل لموقف واشنطن المؤيد لنتنياهو، الذي بدوره يقول “إننا نأخذ بعين الإعتبار موقف أميركا لكننا نضع مصلحة إسرائيل الوطنية قبل إرادة أميركا”، بمعنى أنه يستفيد من فرصة الإنتخابات الرئاسية الأميركية ومن تزاحم الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على رضى اللوبي الصهيوني.
أمّا عن مهمة هوكستين، فتتحدث المصادر، عن أنه أتى إلى بيروت بمطالب نتنياهو ولكنه يوحي بأن واشنطن تريد فقط تحقيق مصلحة لبنان، بينما أرسلت منذ أيام 5 مليارات دولار لصواريخ الدفاع الجوي الإسرائيلي، ما يدلّ على أن الأداء الأميركي في غزة يتكرر في لبنان، حيث أنه عند أي مبادرة أميركية يشتدّ العدوان في الميدان، علماً أنه أثناء اقتراح واشنطن لهدنة 21 يوماً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قامت إسرائيل باغتيال السيد حسن نصرالله، وبالتالي عند اقتراح هوكستين لهدنة في بيروت، حصلت المجازر الإسرائيلية في لبنان.
في هذا الوقت، تلاحظ المصادر نفسها، أن الجبهة في لبنان ما زالت تحت استراتيجية كان قد أعلنها رئيس الأركان الإسرائيلي هاليفي عند بداية عملية “سهام الشمال”، بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان تصاعدية، بمعنى أنه إن لم يوافق لبنان على شروط وقف النار، سيكون التصعيد أكبر وأخطر، وهذا ما يحصل سواء عبر اختيار الأهداف أو عبر العنف المتدحرج إلى كل المناطق.