“الحراك لن يؤدي إلى نتيجة”… وهدف أميركي وراء طلب وقف إطلاق النار

“الحراك لن يؤدي إلى نتيجة”… وهدف أميركي وراء طلب وقف إطلاق النار

يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سعيه لتحقيق هدف وحيد هو وقف إطلاق النار في بيروت. ماذا حملت لقاءاته في باريس على مدى يومين؟ وماذا سمع من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم في لبنان بهذا الشأن؟

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي طارق ترشيشي، في حديثه إلى “ليبانون ديبايت”، أن “رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لم يعدم وسيلة إلّا واستخدمها، سواء من خلال جولات خارجية أو اتصالات، من أجل وقف إطلاق النار، وقد أبلغ الموفدين بموقف لبنان الرسمي بأنه مستعد لتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، ونشر الجيش في المنطقة الحدودية إلى جانب قوات اليونيفيل”.


ويشير ترشيشي، إلى أن “جهود الرئيس ميقاتي تهدف إلى شرح موقف لبنان بكل مرتكزاته الواقعية، موضحًا أن المشكلة تكمن في إسرائيل، فإذا أوقفت إطلاق النار يمكن البحث بهدوء في القرار 1701”.

ولكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، لم يزر لبنان. فلماذا يلتقيه الرئيس ميقاتي في لندن اليوم؟ يوضح ترشيشي، أن “بلينكن يتسلم جزءًا من المشروع الأميركي، الذي يتضمن فرض هدنة في غزة ووقف إطلاق نار، على اعتبار أن الأميركيين يعتبرون، بعد اغتيال رئيس حركة “حماس” يحيى السنوار، أن الوصول إلى تسوية أصبح أسهل”.

وفي هذا الإطار، يشير إلى “معلومات عن مفاوضات ستبدأ في قطر، حيث أعلن عن ذهاب وفد إسرائيلي إلى قطر لهذه المفاوضات، أما الجزء الخاص بلبنان، فهو من مهام كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين، وبطبيعة الحال، فإن تطبيق القرار من مهام الأخير، وعندما غادر لبنان، كان من المفترض أن يعود أو يرسل جوابًا شافيًا حول الموقف اللبناني. ولكن كان من الواضح أن الإسرائيليين لم يقبلوا واستمروا في أعمالهم العدوانية”.

ويرى أن “الحراك الدبلوماسي، واقعيًا، لن يؤدي إلى أي نتائج، فالولايات المتحدة الأميركية اليوم تضغط باتجاه فرض هدنة في غزة قبل عشرة أيام من الانتخابات، من أجل إطلاق 26 أسيرًا إسرائيليًا من أصل أميركي، ليصبحوا ذخيرة في حملة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الانتخابية، والحديث عن وقف إطلاق نار في لبنان وغزة هو دغدغة لمشاعر الناخبين العرب والمسلمين في أميركا، الذين تغير مزاجهم من مصلحة بايدن إلى الوقوف على الحياد أو حتى الذهاب باتجاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب”.

ويشير إلى أن “الإدارة الأميركية تعمل على استعادة الناخبين المسلمين لمصلحة كامالا هاريس في مواجهة ترامب”، لافتًا إلى أن “هذا المخطط فشل، لأن الجميع أدرك أن الأميركي الذي كان بإمكانه إيقاف الحرب في أي وقت، لم يفعل ذلك سوى لأنه يريد اليوم وقفًا للنار لتمرير الانتخابات وتمكين هاريس من الفوز”.

ويلفت ترشيشي، إلى “حديث يدور في الكواليس عن أن السعي لوقف إطلاق النار يهدف إلى تحييد جبهتي لبنان وغزة عن الرد الإسرائيلي، حيث تُعد ضربة كبيرة تُخطط لتوجيهها إلى إيران، لكن هذا الاحتمال لم يعد واردًا اليوم، فقد تم كشفه، وبالتالي لن تمرّر المقاومة في لبنان وفلسطين هذا الأمر للأميركي”.

Exit mobile version