كتب أنطوان غطاس صعب في “اللواء”:
أصبح من المتعارف عليه، أن مهمة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان فشلت فشلاً ذريعاً، وبالتالي التصعيد الذي حصل بشكل لافت في مناطق تستهدف للمرة الأولى بعد مغادرته، لدليل واضح على أن العدو الإسرائيلي مستمر في عدوانه على لبنان، وخصوصاً أنه عشية وصوله، قام بقصف البنية الاقتصادية لـ”حزب الله”، وبعد مغادرته قصف العدو مناطق تصنّف في خانة المحسوبة على رئيس مجلس النواب نبيه بري.
لذلك نتائج هذه المهمة تنتظر زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة وتحديداً للأراضي المحتلة.
والسؤال، هل هوكستين غادر بيروت إلى تل أبيب لملاقاة بلينكن أو لقاء المسؤولين الإسرائيليين وسيعود إلى لبنان؟
هنا تؤكد مصادر واسعة الاطّلاع أن الموفد الأميركي لم يعد بمقدوره أن يفعل شيئاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، أي استمرار الحرب من قبل العدو الإسرائيلي واستغلال هذه الفرصة الذهبية وفق الغطاء الأميركي المتوفر له، ومن ثم أنه سيترك مهمته ويلتحق بوظيفة بارزة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما يعني الأمور صعبة ومعقّدة، أضف إلى ذلك أن العدو وضع شروطاً قاسية جداً، ويستغلّ وضع “حزب الله” وما وصل إليه بعد اغتيال أمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله وكبار قادته، كي يفرض هذه الشروط، وخصوصاً المنطقة العازلة التي تتخطّى سبعة كيلومترات إلى ما هو أضعاف ما كان يطالب به سابقاً، من أجل حفظ أمن مستوطناته.
ولهذه الغاية فالسؤال المطروح وفق المعلومات المتأتية، ماذا يمكن أن يحصل في الأسابيع المقبلة؟ تردّ المصادر وفق المعلومات، بأن التصعيد سيكون سيد الموقف، وليس ثمة وقف لإطلاق النار إلّا من خلال تسوية كبيرة، والأوضاع تتجه إلى وقت ضائع إضافي مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي الأميركي، وكذلك أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط أشار إلى أن العدو ماضٍ في حربه على لبنان، وفق ما لديه من معطيات، وثمة دراسة لإمكانية عقد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب، وبعدها قمة عربية طارئة إذا نجحت الاتصالات في ذلك، باعتبار البعض يسعى إلى ربط مسار غزة بلبنان، وهذا يؤزّم الوضع إلى ما هو أصعب بكثير مما هي عليه الظروف راهناً.
وبناء عليه، النتائج ستكون صعبة على لبنان ميدانياً واقتصادياً، لا سيما مع وجود مليون ونصف نازح، ما قد يؤدي إلى تداعيات إذا لم يتم تجهيز بيوت جاهزة لهم مع اقتراب فصل الشتاء، أو ما هو مصيرهم لأن الجنوب والضاحية مدمرين، والعدو مستمرّ في سياسة الأرض المحروقة؟!