“ليبانون ديبايت”
ساعات أو أيام حاسمة أمام مهمة الموفد الأميركي آموس هوكستين في لبنان، وهي تنفيذ القرار 1701 في الجنوب ووقف إطلاق النار أو “وقف الحرب”. ولكن مقاربة هوكستين لل1701 لا تتماهى مع مع المقاربة اللبنانية الرسمية، كما يلاحظ الكاتب والمحلِّل السياسي علي حماده، الذي يشير إلى أن “الرئيس نبيه بري، وبكل صراحة، يمثل أكثر ما يمثل مصالح حزب الله بالأساس، ثم مصالح الثنائي الشيعي بدرجة ثانية، وأخيراً ليس آخراً، مصالح التنوّع اللبناني، فهو يطرح القرار 1701 كما كان عليه الحال قبل 8 تشرين الاول الماضي، أي قبل دخول الحزب في حرب الإسناد بمبادرة منفردة، ومن دون مشاركة أي طرف في الجمهورية اللبنانية”.
وفي حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، يقول المحلِّل حماده، إن الرئيس بري “يريد أن يوقف عقارب الساعة السياسية والأمنية والعسكرية والتاريخية عند نقطة ما قبل 8 أوكتوبر 2023، والقرار المتهور والكارثي الذي اتخذته قيادة الحزب”، مؤكداً أن “هذه هي حقيقة الموقف الرسمي اللبناني”.
وبالنسبة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فيرى حماده، أن موقفه “متمايز، لكنه لا يدلي به كثيراً ولا يريد أن يفتعل مشكلةً مع الرئيس بري لسبب واحد وبسيط، لكي لا يُتهم بأنه يتماهى مع الخصوم و الأعداء، أو يمثل وجهة نظر أميركا وإسرائيل والغرب وإلى ما هنالك من اتهامات، سبق واتُهم بها الرئيس فؤاد السنيورة”.
ويشير حماده، إلى أن الرئيس بري “يسعى إلى وقف إطلاق النار أولاً ثم التفاوض على كل تفصيل في القرار 1701 مع تأجيل كل الإجراءات المطلوبة من الحزب على الأرض، فلا يتحدث عن إخراج حزب الله عسكرياً بشكل نهائي من الجنوب اللبناني، أو عن منطقة عازلة منزوعة من السلاح حتى عمق 30 كيلومتراً على الأقل، مع العلم أن الموضوع تجاوز هذه الحدود، لأن الحرب توسّعت، وهو لا يتطرق إلى الإجراءات المطلوبة على الحدود اللبنانية ـ السورية، وهي قطع طريق السلاح بشكل نهائي بين لبنان وسوريا وتسليح الحزب، والسيطرة التامة للدولة برقابة دولية على الموانىء والمطار، كما لا يتحدث عن البند الذي يشتمل على تنفيذ القرار 1559 الذي يعني مصير سلاح الحزب بشكل نهائي وحاسم يطوي صفحة هذه المرحلة”.
وبالتالي، فإن الرئيس بري يحاول “أن يناور من أجل منع تنفيذ القرار 1701 كما هو منصوص عليه، وذلك لمصلحة الحزب، ولعدم تنفيذ القرار 1680 وتهريبه لمراحل لاحقة، وطبعاً القرار 1559 الذي قال بأنه أصبح من الماضي، بينما في الحقيقة ليس من الماضي وليس حتى من الحاضر، بل المستقبل”.
ويخلص حماده، إلى الجزم “بعدم وجود احتمال أي هدنة في المدى المنظور، لأن الميدان لا يزال يتحرك، والردّ الإسرائيلي انتهى عند هذا الحد، ولا رد إيراني على الردّ، بتوافق وتفاهم تحت مظلة الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن المهمّ هو إنقاذ لبنان وإيقاف الحرب، وما سيتغير هو أن الحزب لن يعود إلى سابق عهده وسلوكه في الداخل والخارج، باعتباره ذراعاً إيرانية لها وظيفة داخلية لبنانية هي السيطرة على لبنان كقاعدة، ووظيفة إقليمية هي أن يكون ذراعاً للتدخل في حروب الآخرين وفي الساحات العربية وغير العربية أمنيا وعسكرياً لصالح النظام الإيراني”.
ووفق حماده، فإن “هوكستين ليس شخصاً عادياً ولا يمكن لبري أن يتشاطر على موفد الدولة الأولى في العالم ويعتبر بأنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، فهوامش المناورات أصبحت ضيقة جداً حتى أمام بري شخصياً”.