“أزمة تخلق فرصًا”… من محنة النزوح إلى إنتعاش الأسواق

“أزمة تخلق فرصًا”… من محنة النزوح إلى إنتعاش الأسواق

تسببت حركة النزوح المفاجئة لعدد كبير من المواطنين في مغادرتهم منازلهم بشكل عاجل، دون أن يتمكنوا من أخذ أبسط احتياجاتهم، ولعل ما زاد “الطين بلة” هو قدوم موسم الشتاء، مما زاد من معاناة النازحين، ومع ذلك فقد أسهم هذا النزوح في تنشيط الدورة الاقتصادية في المناطق التي لجأوا إليها، مما أدى إلى توفير فرص عمل جديدة وتعزيز النشاط التجاري في تلك المناطق.

وسجّلت مدينة طرابلس وعدد من المناطق اللبنانية انتعاشًا ملحوظًا في حركة الأسواق نتيجة النزوح المستمر من المناطق التي تتعرض للاعتداءات الإسرائيلية، وقد أتاح هذا الوضع الصعب فرصة لعدد من القطاعات الاقتصادية للنمو، حيث ساهم تدفق النازحين في تغيير المشهد الاقتصادي والاجتماعي بشكل ملحوظ.

في هذا الإطار، يتحدث أحد التجار لـ”ليبانون ديبايت” عن حركة الأسواق والتجارة، مؤكدًا أن “الحركة النشطة التي تشهدها الأسواق المحلية في طرابلس والمناطق الجبلية تعود إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات، ومع تزايد أعداد النازحين إرتفع استهلاك المواد الغذائية والسلع الأساسية، مما أدى إلى زيادة مبيعات التجار وأصحاب المتاجر، وبالتالي، بدأت المحلات والمراكز التجارية تتكيف مع الاحتياجات المتزايدة من خلال توفير منتجات متنوعة بأسعار مناسبة”.

كما يُشير إلى أن “القطاع الغذائي يُعتبر من أكثر القطاعات التي تستفيد من حركة النزوح، حيث يتطلب وجود عدد كبير من النازحين توفير كميات كبيرة من المواد الغذائية، وهذا ما أدى إلى ازدهار تجارة المواد الغذائية، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب، كما تم تأسيس نقاط بيع جديدة لتلبية احتياجات الأسر النازحة”.

ويلفت أيضًا إلى “ازدياد الحاجة إلى خدمات معينة، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والإيواء، مما أتاح لبعض المستثمرين المحليين فتح مراكز تعليمية وتدريبية جديدة لتلبية احتياجات الأطفال والبالغين من النازحين، بالإضافة إلى زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية”.

Exit mobile version