استباحة الشرق الأوسط وحرب الإبادة الإسرائيلية.. هل بات وقف الحرب بـ “تصفية نتنياهو”

كلما لاحت في أفق الحرب القذرة، والنتنة (نسبة إلى نتنياهو) فرصة لجنوح هذه الحرب إلى الهدنة أو وقف النار، سواء على جبهة «طوفان الأقصى» والجبهات التابعة له، والتي تتحول مع الوقت إلى جبهات قائمة بذاتها، سواء بالنسبة إلى جبهة لبنان، التي لم تعد «جبهة إسناد» من الفئة الأولى العالية، أو جبهة اليمن، الغارقة في معركة مع الحلف الأميركي- البريطاني، دفاعاً عن الممرات المائية والسفن التجارية، التي منعها «أنصار لله» من العبور عبر البحر الأحمر إلى البحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي، إلى جبهات أخرى آخذة بالتحوُّل إلى جبهات منفصلة، خرج رئيس حكومة إسرائيل، زعيم الليكود اليميني المتطرف إلى الضوء، ليعلن أن الحرب ستستمر حتى النصر المطلق.

يقاتل المجرم، الصِّهيوني، على نحو ما فعل قبله الزعيم النازي الألماني رودلف هتلر، على كل الجبهات، معتمداً أبشع أصناف الحرب الهمجية، من تدمير للأبنية، وإعدام للصغار والكبار، والحصار والتجويع، واستهداف المؤسّسات الإنسانية والمؤسّسات الصحية، إلى حصار المستشفيات، وقطع الأدوية والأمصال، وحتى «الباندول» عن المرضى والجرحى والمصابين..

توثق عدسات الكاميرا، وشاشات التلفزة ووالوكالات العالمية، والصحف الكبرى، سواء في الكيان المحتل، أو سواه ما يجري من فظائع، ونكبات وانتهاكات، لم تشهدها الحروب، في أية حقبة من حقبائها، لا في الأعصر القديمة ولا الحديثة..

يهدّد نتنياهو دول الشرق الأوسط كلّها، ويعلن أن المدافع البالستية لدولة الاحتلال، والطائرات من طراز «أف 35» وغيرها قادرة على ضرب أي مكان في هذا الشرق.. الذي زرعت دولة العصابات بين ربوعه في فلسطين، لتكون الهراوة الغربية بوجه الشعوب الخاضعة للهيمنة، والاستعمار والتهديدات بمنعها من حقها في تقرير المصير، وإدارة شؤون بلادها بعيداً عن التدخلات الاستعمارية وغطرسة الدول الكبرى، ذات التاريخ الأسود، على مستوى الحروب أو الحرب العالمية الثانية، وما بعدهما وبينهما..

على أن الأخطر، في أسلحة الدعاية والحرب الاجرامية الاتهامات التي تساق بوجه من يتجرأ على الدعوة إلى وقف حرب الإبادة والتهجير والقتل عبر الطائرات والمسيّرات، ومن هؤلاء الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش الذي اتهم بمعاداة السامية، ووضع على لائحة الأشخاص المناهضين لإسرائيل.

تحوّلت جغرافيا الجنوب، بكلّ مدنه وقراه، والبقاع بكلّ مدنه وقراه وطرقاته، حتى الطريق الدولية التي تربط بين لبنان وسوريا إلى أرض محروقة، وتحوَّل الأرعن في الجيش الإسرائيلي ما يُعرف بـ «أدرعي» إلى ناعق يومي وليلي، يحمل كالغراب عبر * وغيرها، نذائر أو انذارات الموت إلى سكان الأحياء الآمنة في الضاحية، بأن الغارات على الطريق إليكم، لقصف منازلهم، حيث هناك مصانع صناعة الأسلحة، ومخابرات حزب لله، والمخربون يسرحون ويمرحون، ويغيب عن بال هذا «القذر» أن المقاتلين الميامين على أرض المحاور في الجنوب الأمامي، يسيمون جنوده وضباطه شتى أنوا الذل والخيبة، ويحوّلون دبابات الميركافا مفخرة صناعة الحرب الإسرائيلية إلى قطع للبيع في سوق «الخرضوات» بعد احتراقها وقتل مَنْ فيها.

لم يوفّر الجيش الغازي، المنكفئ عند الحافة الأمامية قوات «القبعات الزرقاء» فتوعدهم بالقصف، طالباً إليهم الابتعاد عن الخط الأزرق، وإخلاء مواقعهم، لتتاح له الفرصة للحلول مكانهم، والتفرغ من ضمن تحصيناتهم لمقاتلة رجال «حزب لله» الصامدين، والراسخين على أرض البطولات في جنوب لبنان..

يتفرج العالم على المذابح الصِّهيونية بحق الشعب الفلسطيني، الذي يعاقب إلى حدّ الإبادة،  و«جريمته» أنه تجرأ على الاحتلال، وقال له: هذه الأرض لي، وبحق الشعب اللبناني المناصر لقضية عادلة، فإذا هو يريد اقتلاعه من أرضه وقتله إلى درجة الابادة أيضاً..

لاحت فرصة وقف النار، على خلفية عوامل سياسية دولية، وإقليمية، ووقائع ميدانية، تتعلق بقدرة الاحتلال على المضي في حربه، التي تعود بالويل والخسائر في الأرواح والاقتصاد عليه، وعلى سكان المستعمرات، الذين يفضّلون الرحيل على البقاء بانتظار وعود بالعودة إلى مساكنهم في الشمال، أي جنوب  لبنان، في المستعمرات التي اعتبرتها المقاومة الإسلامية غير صالحة للسكن (25 مستعمرة) ودعت سكانها إلى المغادرة حفاظاً على أرواحهم..

عندما تحوَّل إلى هتلر إلى عقبة كأداء بوجه انتصار الحلفاء في الحرب، تقرر قتله، فانتحر قبل الوصول إليه..

ومن المؤكِّد أن وريثه في النازية والهمجية نتنياهو على الطريق نفسه: انتحار أم اغتيال لفتح الطريق أمام إنهاء الحرب!

Exit mobile version