العريضي يحذّر: أسبوعين كارثيين بانتظار اللبنانيين

 العريضي يحذّر: أسبوعين كارثيين بانتظار اللبنانيين

أكّد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي أن أحلام اليمين المتطرف في إسرائيل يسعون إلى إسرائيل الكبرى وأرض الميعاد، مشيرًا إلى أن الدعوات التي يطلقها بعض المتطرفين لإقامة مستوطنات في الجنوب اللبناني تدل على هذا التوجه، وتؤكد أن هناك من يسعى في إسرائيل لتحقيق هذا الحلم.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، شدّد العريضي على أهمية قراءة هذه التطورات بعناية في لبنان في ظل ما تشهده البلاد من عدوان إسرائيلي غير مسبوق في تاريخه المعاصر.

وفيما يتعلق بالدور الأميركي، أشار إلى أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي زار قبرص قبل العودة إلى واشنطن، قد يعود إلى تل أبيب، لكنه أكد أن من الخطأ الاعتماد على ما يحمله هوكشتاين من مقترحات دبلوماسية. فالرجل وسيط إسرائيلي، مذكّرًا بخدمته في كتيبة الدبابات في جيش العدو في أوائل التسعينات، ومؤكدًا أنه ينقل الشروط الإسرائيلية.

وأوضح أن وقف إطلاق النار أو تحقيق أي تقدم على هذا الصعيد لن يتم قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

كما لفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل هذه الفرصة لمواصلة سياسة الأرض المحروقة، فبعد أن دمّر الضاحية الجنوبية لبيروت، ها هو اليوم يدمّر إقليم التفاح، كما سبق أن دمّر الواجهة البحرية في صور وأسواقها، إلى جانب استهداف النبطية والضاحية، ليفاوض من موقع القوة ويفرض شروطه، ومنها شرط عودة النازحين.

وأضاف، معادلة البر والسماء بين حزب الله وإسرائيل غيّرت كل المقاربات، خاصة في سياق المواجهات البطولية للمقاومة براً، وقصف العمق الإسرائيلي. وإذا كانت هناك أي مفاجأة لحزب الله، على غرار قصفه لمنزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإنّ ذلك من شأنه أن يغيّر الكثير على صعيد الحرب ويعدّل في الشروط الإسرائيلية.

أما على صعيد الاستحقاق الرئاسي، أشار العريضي إلى أن قائد الجيش العماد جوزاف عون ينشط بجولات ومشاورات، وتحظى المؤسسة العسكرية بدعم دولي وعربي وخليجي على مختلف المستويات.

لكنه شدد على ضرورة فصل ذلك عن موضوع الرئاسة، مشيرًا إلى أن طرح اسم قائد الجيش بقوة لا يعني أن هناك انتخابًا قريبًا له لرئاسة الجمهورية. وأوضح أن اللواء إلياس البيسري، الذي يوصف برجل الإنجازات، مطروح أيضًا للرئاسة، رغم أن الأخير لا يتعاطى في هذه المسألة إطلاقًا.

وأكد العريضي أنه في ظل الأوضاع الراهنة لا انتخابات رئاسية في الأفق، بل قد يكون المجلس النيابي في طريقه نحو تمديد ولايته الحالية، على اعتبار أن الحرب طويلة، والمسألة الخطيرة هي ليست الحرب، وإنما تداعياتها الكارثية.

وفي هذا السياق، نقل العريضي عن رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر قوله إن لبنان بحاجة إلى ما يفوق مشروع مارشال. وأن اليوم نولي مسألة النازحين العناية المطلوبة ضمن الإمكانات المتاحة، فهؤلاء أهلنا، وهذا ما يشدد عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وشدد العريضي على أن العنوان الأبرز في هذه المرحلة يتمثل في الحفاظ على التوازنات الداخلية، مشيدًا بموقف النائب المسيحي العريق وأحد أبرز حراس بكركي الشيخ فريد هيكل الخازن، الذي أثنى على بطولات المقاومة وفي الوقت ذاته يتمسك بثوابت بكركي.

كما أشاد بما قام به الأمير طلال أرسلان، حيث أظهر دراية وحكمة بعد حادثة تحطيم تمثال ولده، مؤكدًا على نبله وسعيه للحفاظ على الوحدة الوطنية ومنع الفتنة.

واختتم العريضي بتحذير من أن لبنان يمرّ بمرحلة شديدة التعقيد قد تكون من الأكثر صعوبة في تاريخه المعاصر، معتبرًا أنه من الخطأ الاعتقاد بأن إسرائيل ستكتفي بما قامت به حتى الآن، فالأسبوعين المقبلين سيكونان مفصليين، بل كارثيين، في ظل استمرار إسرائيل في نهجها التدميري دون حسيب أو رقيب.

Exit mobile version