إشارات عن اقتراب الهدنة… وهوكشتاين في بيروت بشرط واحد
ينتظر اللبنانيون ما ستؤول إليه الجهود الدبلوماسية من كافة الأطراف بما يمكن أن يحد من العدوان الإسرائيلي على لبنان، لذلك تتجه أنظارهم غداً إلى عاصمة العدو الإسرائيلي لمحاولة التقاط أية إشارة من زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين إلى هناك وما ستحمله من مبادرة لوقف إطلاق النار.
يوضح الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن هوكشتاين تأخر عن المجيء إلى إسرائيل كما كان متوقعاً يوم الأحد بسبب عدم حصوله على جواب واضح، إذ لم تكن هناك أجواء جدية حول الحل السياسي، وكانت إسرائيل ذاهبة باتجاه التصعيد أكثر. لكن في اليومين الماضيين، وردت إشارات من جهتها أنها بصدد البحث في إطلاق النار وحل دبلوماسي.
ومن هذا المنطلق، يرى أنه من الطبيعي أن يأتي هوكشتاين لبحث التفاصيل والآليات. وينبه أنه في هذا الموضوع بالتحديد كان هناك خلاف على موضوع وقف إطلاق النار ومدته، وأبرز المقترحات في هذا الإطار كان الاقتراح الأميركي بوقف للنار مدته 60 يوماً، ويتم خلاله البحث في كافة السبل الدبلوماسية لتطبيق القرار 1701. ويلحظ تقدماً في الموضوع السياسي بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وهو ما أفسح المجال أمام هوكشتاين لاستكمال الاتصالات ما بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى وقف إطلاق النار وفتح الباب أمام الحل الدبلوماسي.
وينبه إلى ما ظهر من مؤشرات من الجانب الإسرائيلي بأنه بصدد تعديل موقفه، حيث تسربت معلومات عن انسحاب جيشه الذي تقدم من الجهة الجنوبية من بعض المواقع، وهذا لا يتم عادة إلا إذا كان هناك رهان أو مؤشر لإمكانية حل دبلوماسي وسياسي.
كما يلفت إلى تسربت معلومات عن نتنياهو تفيد بوجود بحث مع الجهات التي تفاوض لإيجاد حل سياسي وتبادل وجهات النظر في هذا الإطار مع الأميركيين، حيث لا يجب أن نغفل هنا أن هناك أكثر من احتمال حول هذه الوساطات، لا سيما منها الدور الذي تلعبه قطر في هذا المجال واتصالاتها مع إسرائيل لترتيب الاتفاقيات، ودور مستجد للأردن حول هذا الموضوع. وعلى ما يبدو، هناك تقدم في هذا الاتجاه، كما لا يمكننا التغاضي عن الدور المصري في المساعدة من خلال الاتصالات، فضلاً عن الدور الأميركي مع إسرائيل.
ويعتبر أنه كلما تقدمنا باتجاه الانتخابات الأميركية، كلما لمسنا احتمالات للحلول السياسية، لأنه على ما يبدو أن الولايات المتحدة ليست متحمسة لتوسيع الحرب والدخول في حرب كبرى لما لها من تأثير على الانتخابات ووضع العالم.
ويشير إلى وجود أكثر من صيغة لموضوع وقف إطلاق النار، والتي كان بعضها بالونات اختبار فقط، لكن الحديث عن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً مع شروط إسرائيلية بحصار بري وبحري وجوي على لبنان، منعا لدخول السلاح، وقد جرى تسريب الكثير عما دار بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والمندوب الأميركي إلى المنطقة آموس هوكشتاين، ولكن لا أحد يعلم على ماذا سترسو الصيغة النهائية.
ويلفت إلى أنه بعد الانتخابات سيتضح الموقف الأميركي بأي اتجاه سيذهب، ولكن لا يعني ذلك أن الأميركي سيعدل من موقفه من إسرائيل، ولكن نتائج الانتخابات ستحمل تأثيراً كبيراً على سير الأمور في المنطقة، لا سيما أنه بعد الانتخابات يصبح الرئيس الأميركي المقبل متحرراً أكثر من الضغوطات الإسرائيلية والابتزاز للولايات المتحدة ومحاولة توريطها بالحرب مع إيران.
ويذكر أن تصرف الرئيس الأميركي قبل الانتخابات يختلف عادة عما بعد الانتخابات، كما أن ما يتم تداوله وتسريبه عن خلافات داخل البيت الأميركي من البنتاغون إلى المخابرات إلى إدارة البيت الأبيض، وما يمكن أن نسميه الدولة العميقة، حيث الخلافات لا تزال كبيرة، وبعد الانتخابات ستختلف الأمور كثيراً.
ويخلص إلى اعتبار أن زيارة هوكشتاين إلى بيروت تحددها الرد الإسرائيلي من أجل البحث بآلية تنفيذ إطلاق النار المختلف عليها حتى الآن بين “وقف إطلاق نار دائم” أو “هدنة مؤقتة”، حيث من الطبيعي أن يتم خلال هذه الفترة البحث في آلية تنفيذ القرار 1701، وإذا لم يتم الاتفاق عليها، فهناك خوف من معاودة إسرائيل لإشعال الحرب. ولكن الجواب الإيجابي من إسرائيل سيحمل هوكشتاين إلى بيروت.