من الواضح أن هناك محاولات اسرائيلية – اميركية لتظهير الجديّة في المفاوضات الدائرة من أجل التوصل الى وقف إطلاق النار، وهذه المحاولات ربّما قد تصل الى نتيجة فعلية، لكن من المُرجّح أن يكون مصيرها كمصير باقي المساعي التي حصلت قبل عام من الآن حول الملفّ الفلسطيني.
وبحسب مصادر مطّلعة فإن الحديث اليوم عن مفاوضات يبدو خارجاً عن إطار المنطق، لأنّ “حزب الله” وفق أمينه العام الجديد الشيخ نعيم قاسم ليس لديه أي علم بهذه المفاوضات، ولا يبدو مستعداً لتقديم أي تنازلات في هذه المرحلة بالذات سيّما بعد استعادة “الحزب” لعافيته على المستوى العسكري والتنظيمي. كما أن مضمون خطاب قاسم يؤكّد على أن عملية فصل الجبهات بين لبنان وفلسطين أمرٌ غير وارد وليس مطروحاً لدى “الحزب” في هذه المرحلة.
اضافة الى ذلك، تقول المصادر أنه حتى ولو كان “الحزب” جاهزاً لتقديم بعض التنازلات، لن يكون لديه مصلحة بالتنازل المجاني من دون أن يستعيد التوازن الميداني وتحقيق الانتصارات الحاسمة عبر توجيه ضربات قاسية لإسرائيل، لأن التنازلات حينها ستكون مختلفة عن أي تنازل اليوم، إذ إنّ أي تخلّي اليوم سيؤدّي حتماً الى إضعافه تماماً. من جهة أخرى، فإن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يبدو جاهزاً لتسوية جديّة، بل يسعى الى تسوية تضمن شروطه التي وضعها والتي لا يمكن لـ”حزب الله” القبول بها. من هُنا يصبح التفاوض مع نتنياهو أمراً غير مثمر الا بعد اجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية وصدور نتائجها، والتي ستظهر له قدرة الادارة الجديدة على تحمّل فجوره وتهوّره ومخاطرته باستقرار المنطقة.
وتعتبر المصادر أنّه امام هذا المشهد لا يمكن الحديث أبداً عن تسوية قريبة أو أقلّه لا يمكن الحديث عن اتفاق قبل وصول ادارة اميركية جديدة الى البيت الأبيض، وبعد الانتخابات لا بدّ من مراقبة المسار السياسي في واشنطن ومسار الميدان في لبنان قبل الذهاب الى تسوية تكون مرضية لجميع الأطراف وتوقف الحرب بشكل كامل، سيّما وأن اسرائيل لا تنوي إيقاف الحرب الا وفقاً لشروطها وهذا ما لن يقبل به “حزب الله” الذي لا يزال قادراً على زيادة التصعيد ورفع تكاليف الحرب على اسرائيل.