تًطلق مصادر دبلوماسية عنوان “الصفقة غير الناضجة “على اتفاق وقف النار الذي يجري العمل عليه في غزة ولبنان على حدٍ سواء، معتبرةً أن استعجال الإتفاق قبل موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، وبدء التداول بمسودة اتفاق على وقف النار حتى قبل عودة الوسيط الأميركي والموفد الرئاسي الخاص آموس هوكشتين إلى المنطقة، يحمل أكثر من دلالة، أبرزها أن الحرب باتت على مفترق طرق، باتجاه التهدئة المؤقتة أو وقف النار الدائم، بمعزلٍ عن الإتفاق السياسي الذي بدأ ينضج في غزة، فيما لا يزال في مرحلة معقدة بالنسبة للبنان، رغم نص مقترح وقف النار على الجبهة الجنوبية، الذي تمّ تسريبه في الساعات الماضية في إسرائيل.
وتقول المصادر الدبلوماسية إن الحرب تنتهي عندما تقترب وتتوافر الظروف المناسبة، موضحةً أن المقترح ما زال مطروحاً للنقاش ولكن ما من أي شيء محسوم على هذا الصعيد، حيث أن انقلاب المشهد من العدوان إلى الإتفاق على تنفيذ القرار 1701 مع احتفاظ إسرائيل بحق التحرك عسكرياً ضد “حزب الله” وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، وفق ما تمّ تسريبه في إسرائيل، قد تزامن في المقابل وقبل ساعات معدودة، مع موقف مؤيد من الحزب لوقف النار والقتال، إنما بشروطه التي أعلنها الأمين العام الجديد الشيخ نعيم قاسم.
لكن السؤال الرئيسي المطروح، بحسب المصادر الدبلوماسية، لا يزال يتركز حول التضارب في المقاربات بين إدارة بايدن من جهة وحكومة بنيامين نتنياهو من جهةٍ أخرى، خصوصاً وأن المقاربتين، لا تتفقان مع المقاربة اللبنانية التي تتدرج من وقف النار إلى تنفيذ كل مندرجات القرار 1701 مع التأكيد على شرطٍ واحد وهو أن يكون التزام لبنان متوازياً مع الإلتزام الإسرائيلي.