كباش بين الحلبي و”الحزب

في اجتماع عاصف، تخللته نقاشات وخلافات في وجهات النظر حول موعد بدء التدريس، أصر وزير التربية عباس الحلبي على قراره بدء العام الدراسي يوم الإثنين المقبل، رافضاً اقتراح ممثلي حزب الله وروابط المعلمين بتأجيله لأسبوعين ومصراً على تحديد تاريخ 4 تشرين الثاني موعداً نهائياً لفتح أبواب المدارس.


اجتماع عاصف
وكان الحلبي اجتمع، اليوم الخميس في 31 تشرين الأول، مع ممثلي روابط المعلمين للاستماع إلى هواجسهم، وعرض خلال الاجتماع تفاصيل الخطة التربوية. وقالت مصادر “المدن” إن الاجتماع الذي انتهى في ساعة متأخرة، كان عاصفاً وشهد نقاشات حادة حول إمكانية تأجيل العام الدراسي، وهو الاقتراح الذي رفضه وزير التربية الذي أصر على إطلاق العام الدراسي بينما أصر ممثلو حزب الله  بالمقابل على التأجيل. وعندما استفسرهم الحلبي عن المدة الممكنة للتأجيل، أجابوه إلى أن تنجلي الحرب على  لبنان. ليرد الحلبي قائلاً  إن الأمور تزداد سوءاً يوماً عن يوم، والتأجيل في هذه الحالة سيكون إلى ما لا نهاية.
 الاعتراضات على التأجيل جاءت أيضاً من قبل القطاع الخاص، فاعترض ممثل حزب الله  على ما وصفه “نقل فيدرالية التعليم” التي حصلت في القطاع الخاص إلى الرسمي. ليجيبه الحلبي”الكلام مرفوض ومجرد اتهامات”.

بدا ممثلو حزب الله أقرب إلى من يريد تسجيل مواقف أمام أساتذتهم ليس أكثر، حسب ما تقول تقول مصادر مطلعة على الاجتماع، اعتبرت أن وزير التربية سبق وأمّن حاضنة سياسية لبدء العام الدراسي. اجتمع مع نواب الثنائي الشيعي واستمع إلى هواجسهم، ثم زار رئيس مجلس النواب نبيه بري ليؤكد من عين التينة على موعد بدء التدريس المتفق عليه يوم الإثنين المقبل، فضلاً عن حاضنة رئاسة الحكومة وتيار المستقبل.

عملياً واجه الحلبي انقساماً كبيراً حول كيفية مقاربة إطلاق العام الدراسي. فالقوى السياسية المسيحية وتيار المستقبل يفضلان بدء العام الدراسي وعدم تضييعه على الطلاب، بينما يريد حزب الله التأجيل لأسباب أمنية تتعلق بأساتذته من ناحية، ولكون جميع مدارسه الخاصة  في الجنوب والبقاع والضاحية مقفلة من ناحية أخرى. فضلاً عن أن مجاراة وزارة التربية بإطلاق العام الدراسي في القطاع الرسمي يحرجه أمام جمهوره. أما حركة أمل فتقف في منتصف الطريق، بين مراعاة حليفها من ناحية، ومراعاة باقي المكونات السياسية.

 الهواجس
ضمنياً سيوافق الحلبي على خصوصية مناطق الجنوب والبقاع والضاحية للسماح لها باعتماد خيار التعليم عن بعد، تجنباً لالتحاق هؤلاء الأساتذة في مراكز التعليم في مناطق النزوح. ولو كان الحلبي تجاوب مع رغبتهم بتأجيل العام الدراسي لكان اصطدم باعتراض القوى السياسية الأخرى الرافضة لمجاراة حزب الله بالتأجيل إلى حين جلاء الأمور ومعرفة مصير الحرب على لبنان.
إحدى النقاط التي أثارت نقاشات حامية هي إصرار ممثلو الروابط على تقاضي بدل الإنتاجية. رفضوا بدء العام الدراسي قبل تحديد هذه البدلات، فرد الحلبي برفض دفع بدل الإنتاجية في حال عدم التدريس. 

الخطة التربوية
وكان الحلبي عرض الخطة التربوية التي تنص، كما سبق وكشفت “المدن” على التدريس بدوامين قبل الظهر وبعده مع اعتماد مبدأ المداورة بتعليم الطلاب. ستقوم الوزارة باعتماد نحو 310 مدارس رسمية تعتبر “آمنة” كمراكز لتعليم الطلاب، إضافة إلى التعاون مع مدارس خاصة إفرادية لتعليم طلاب الرسمي في دوام بعد الظهر. وتم توزيع الدوامات وفق مبدأ المجموعات، لتعليم الطلاب ثلاثة أيام بالأسبوع. المجموعتان الأوليتان من يوم الإثنين وحتى الأربعاء، والمجموعتان الثانيتان من يوم الخميس ولغاية يوم السبت. وستتعلم كل مجموعة خمس حصص في اليوم.
وكان من ضمن الهواجس التي استعرضها البعض في روابط المعلمين أن الخطة التربوية لا تزال نظرية ولم يصدر أي أمر تنفيذي بشأنها، وإلى حد اليوم لا يعرف المدرس عنوان المدرسة التي يجب أن يلتحق للتدريس فيها، واذا ما كان دوام قبل الظهر أو بعده على الرغم من اقتراب موعد إطلاق العام الدراسي. وتشكو مصادر في الروابط من عدم تحديد الدوامات وآليات التعليم، ولم يتبلغ الطلاب أو الأساتذة أين سيتعلمون أو يُعلمون، هذا فضلاً عن أنهم لا يعلمون بعد اذا ما كان التعليم سيكون حضورياً أو عن بعد.

وكرد على هذه الهواجس بدأت إدارات المدارس، بعد الاجتماع مباشر، تتلقى التعاميم المتعلقة بتحديد هذه التفاصيل. وحصلت “المدن” على بعضها. ومن بين هذه التعاميم ما يشير إلى أن  الوزارة أعدت لوائح بالأساتذة والطلاب وأرسلتها إلى إدارات المدارس لإبلاغها بها، وبموعد بدء التدريس. أما كيف ستوزع الدوامات فهذا لن ينتظم قبل بدء العام الدراسي.

وبمعزل عن هذه الأمور الجوهرية، التي تكشف مدى سوء الإدارة في كيفية التعامل مع الأزمات، فإن الأسئلة التي يطرحها نقابيون تعتبر أساسية: من يتحمل مسؤولية الطلاب في حال نفذت إسرائيل اعتداءات على مناطق جديدة؟ حتى الأمس القريب كانت مناطق عدة تعتبر آمنة. لكنها شهدت عمليات اغتيال مثل بشامون وعاريا. وفي البقاع حصلت حركة نزوح هائلة بعد تهديد منطقة بعلبك باتجاه مناطق تعتبر آمنة، تقول المصادر.

Exit mobile version