الإسرائيلي يسلّم بهذا الأمر
خطة مبرمجة ينتهجها الإسرائيلي في الحرب مع لبنان حيث يتقصد التدمير الكامل للمنشآت والمؤسسات ويسويها بالأرض، وقد عمد يوم أمس الأحد إلى نسف المسافة الكاملة التي تفصل مستعمرة المنارة عن مستشفى ميس الجبل، كما نشر فيديوهات لتفجيرات ضخمة لعدد كبير من المنازل داخل إحدى القرى الجنوبية.
ما الهدف الذي يسعى إليه العدو من هذا التدمير؟ هل هو رسالة للجنوبيين أنه لن يبقى لكم منازل لتعودوا إليها بهدف تهجيري توسعي؟ أم أنها محاولة لكشف الأنفاق التي يعبر العدو أنها أنشئت عند الحدود؟
لا يستبعد العميد الطيار المتقاعد بسّام ياسين هذه الفرضية الأخيرة، لكنه يلفت إلى أمر هام بأن “العدو الذي انسحب من بعض القرى الحدودية التي دخلها يأتي على خلفية اقتناعه بأنه في البر ليس لديه مجال للدخول، إلا إذا أراد أن يتحمل خسائر كبيرة، حيث إن استقدام القوات الخاصة من أجل التقدم وتحقيق بعض الأهداف ثم العودة إلى الخلف، هذه العملية برأيه لا تعطي العدو أي شيء على صعيد العملية السياسية”.
من هنا، يرجّح بأن “العدو إما سينكفئ عن العملية البرية بصورة تامة ويستبدلها بالضربات الجوية وعمليات الاغتيال، أو التحضير بشكل كبير لعملية برية”.
وفي الخيار الثاني، يشير العميد ياسين إلى أن “الدخول في العملية البرية سيكبد هذا العدو خسائر كبيرة للغاية، ويكرر ما قام به عام 1988، فيكون في لحظة عرضة لإصابات وضربات كبيرة للغاية”.
أما عن وضع المقاومة على أرض المعركة، فيصفه بـ”الممتاز، فهي على حد تعبيره تقاوم بوجه جيش كبير وتتصدى وتطلق مسيرات، وفعلياً على الأرض ليس هناك من تقدمات كبيرة، فليس هناك تواجد سوى في القرى التي على الحدود مباشرة، ولا يمكنه الوصول إلى أي مكان في الداخل ويتعرض لضربات كبيرة، فهذا بحد ذاته إنجاز”.
أما عن الرهان على نفاذ سلاح المقاومة، فيطمئن إلى “حكمتها في إدارة المعركة، فهي تعمل بالتقنين لأنها تعلم بأن الحرب طويلة، وبالتالي تستخدم أسلحتها بطريقة تقنينية وتقوم بعمليات الاستهداف بشكل يؤمن لها مردود ميداني صحيح”.
وعن ارتباط العمليات العسكرية الإسرائيلية بالانتخابات الأميركية، فلا ينفي أن “نتائج الانتخابات ستؤثر حتماً على إسرائيل، إلا أنها لن تؤثر على لبنان لأن العلاقة لن تتغير، فالمشكلة تكمن في قدرة التأثير على إسرائيل، ومن المعروف أن الإسرائيلي يفضل أن يفوز دونالد ترامب، على اعتبار أن الأخير هو من أعطاه الجولان ومن الممكن أن يقدم له هبات مجانية لا سيما في موضوع غزة، ويتخوف ياسين من هذا الأمر، خصوصاً أن ترامب أشار في السابق إلى أن أرض إسرائيل صغيرة، لذا في هذه الحالة إسرائيل هي الفائزة”.