تستمر الحرب الإسرائيلية على لبنان بانتظار محطة الانتخابات الأميركية التي ستجري اليوم الثلاثاء، دون أن يكون معلوماً ما إذا كانت ستؤثر على مسار التفاوض أم لا، علماً أن محاولات ما قبل الانتخابات كانت عبارة عن مسرحيات أراد من خلالها رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو تضييع الوقت فقط، وهو الذي لم يحدد خلال تصريحاته سوى أهداف عادية للحرب بعيدة عن أهدافه خلال حرب تموز عام 2006 يوم كان الهدف سحق حزب الله.
خلال تصريحاته يتحدث نتانياهو عن هدفين أساسيين للحرب على لبنان، الأول هو إبعاد الحزب عن الحدود إلى ما بعد نهر الليطاني شمالاً، والآخر هو منع الحزب من إعادة التسلح مرة أخرى بعد انتهاء الحرب، وهو عبّر عن ذلك من خلال الحديث عن قطع قنوات الأوكسيجين عنه، ولكن هذه الأهداف بحسب مصادر سياسية مطلعة لا تعبّر عن حقيقة الحرب، فهو يخوض حرباً منذ أكثر من عام وهدفها ضرب ما يعتبرها أذرع إيران تمهيداً للوصول إلى الرأس في الجمهورية الاسلامية.
ترى المصادر أن اهداف نتانياهو التي يعمل لتطبيقها طوال هذه الحرب والتي كانت سبباً رئيسياً في رفضه لكل محاولات الوصول إلى صفقة تُعيد الأسرى وتُنهي القتال، تصل الى نيته المبيّتة بضرب البرنامج النووي الإيراني ومشاريع الصواريخ الباليستيّة الإيرانيّة، وهو ما لا يستطيع فعله بمفرده بل بمساعدة الأميركيين، لذلك هو سيسعى لإطالة الحرب حتى بعد الانتخابات الأميركية لاستكمال هدفه.
من هنا تقرأ المصادر تعويل نتانياهو على وصول دونالد ترامب الى الرئاسة، فالرجل الأميركي الجمهوري الذي يصرح بشكل دائم نيته الوصول الى السلام في الشرق الأوسط يعتمد على سياسة الضغوط القصوى، وبالتالي فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي يعتبر أن ضغوط ترامب على إيران قد تدفعها إلى التخلي عن الحذر والصبر الاستراتيجي وتوصله الى مبتغاه من خلال عمل عسكري لا يمكن لإسرائيل والأميركيين السكوت عنه.
وترى المصادر أن نتانياهو يُدرك أنه بوصول ترامب فإنه يملك الوقت الكافي لتحقيق الهدف، فالإدارة الجديدة تستلم مهامها في 20 كانون الثاني، وبعدها هناك المئة يوم الأولى التي لا يُحاسب عليها الرئيس الأميركي، وهذا كفيل بمدّ الحرب برؤية نتانياهو إلى نهاية آذار وبداية شهر نيسان.
لا تتبنى المصادر هذا السيناريو إنما تعتبر أن نتانياهو يفكر به جدياً، لذلك سيكون للإدارة الأميركية الجديدة تأثير كبير كما للضغط الدولي الداعم لإنهاء الحرب على لبنان، والميدان الذي يمكن له أن يُفشل أهدافه ويجعله أكثر قبولاً بالتفاوض لوقف العمليات العسكرية.
بالخلاصة ترى المصادر أن نتانياهو الذي تعلم من فشل إسرائيل عام 2006، وفشلها بتحقيق الأهداف المعلنة في غزة لا يكرر الخطأ في لبنان، فيُبقي أهدافه الحقيقية من الحرب طي الكتمان وما يعلنه هو الأهداف العادية، مشيرة إلى أن هذه الحرب “الوجوديّة” التي تخوضها إسرائيل تبدلت معها كل أفكارها ومعتقداتها، وبالتالي يجب قراءة العقل الإسرائيلي بطريقة جديدة، فما قبل 7 تشرين الأول 2023 يختلف عمّا بعده بشكل كامل.
محمد علوش-النشرة