تل ابيب تصعّد: هل في جعبة الح ز ب مفاجآت لوقف النار
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الاثنين إقالة يوآف غالانت من منصب وزير الدفاع وعين بدلاً منه وزير الخارجية السابق يسرائيل كاتس. وقال نتنياهو إنه لم يعد يثق في إدارة غالانت للعمليات العسكرية الإسرائيلية، ومنها الحربان المستمرتان في قطاع غزة ولبنان..لم يشغل كاتس أي منصب قيادي كبير في الجيش الإسرائيلي، على عكس سلفه غالانت الذي كان جنرالاً قبل أن يصبح وزيراً للدفاع في 2022. وبصفته وزيراً للخارجية، أعلن كاتس في تشرين الأول أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شخص غير مرغوب فيه بسبب ما وصفه بعدم تنديد غوتيريش “بشكل قاطع” بالهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل والسلوك المعادي للسامية وإسرائيل. وفي تشرين الأول أيضاً، أمر كاتس مسؤولين في وزارة الخارجية ببدء إجراءات قانونية ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد أن حظرت باريس مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض تجاري بحري عسكري.
ايضا، اعتبرت القناة 13 الإسرائيلية، أن “تعيين كاتس في منصب وزير الدفاع بدلا من غالانت يمثل اقتراب نهاية ولاية رئيس الأركان هيرتسي هاليفي”.
التغيير في قمرة القيادة الحكومية والعسكرية في تل ابيب، عشية الانتخابات الرئاسية الاميركية، كان مدروسا ومتعمّدا مِن قِبل نتنياهو. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، هو تعمّد إزاحة غالانت الذي كان يستعجل الحل السياسي للحرب على لبنان، والاتيان بشخص متطرف يشبهه، لأنه يزمع الاستفادة من المرحلة الانتقالية في واشنطن لتعزيز عملياته العسكرية في لبنان. على اي حال، قالها هاليفي مساء الثلثاء: إلى جانب المحاولة السياسية للوصول إلى تفاهمات في لبنان يجب مواصلة بلورة الخطط لمواصلة القتال في لبنان بما فيها توسيع وتعميق المناورة البرية حيث سنقوم بتفعيل هذه الخطة وفق الحاجة. نواصل ضرب أهداف حزب الله وفق خطة واضحة في كل المنطقة من جنوب لبنان إلى البقاع وصولًا إلى بيروت وسوريا.
نتنياهو اذا يريد خلق أمر واقع عسكري ميداني جديد في لبنان، يشكّل “قالبا” للتسوية التي سيسعى اليها الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب فور وصوله الى البيت الابيض.
في المقابل، بدا حزب الله ايضا ماضيا في التصعيد، وقد أعلن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الثلثاء ان “ستصرخ إسرائيل من الصواريخ والطائرات، ولا يوجد مكان في الكيان ممنوع من الطائرات والصواريخ، والأيام الماضية كانت نموذجاً وما سيحصل سيكون أكثر وأكثر، ولن نبني وقف العدوان على الانتخابات الأميركية ولا نعوّل على الحراك السياسي، ولن نستجدي، وسنجعل العدو هو الذي يطالب بوقف العدوان، وسنجعله يدرك أنه في الميدان خاسر”.
وفق المصادر، موقف الحزب يعكس تشددا ايرانيا، لان طهران ايضا تريد تعزيز موقعها التفاوضي مع الادارة الاميركية المنتخبة. لكن الخشية كبيرة من ان تأتي المرحلة المقبلة بانتكاسات وخسائر اضافية للبنان لا لاسرائيل كما هدد قاسم، ذلك ان الحزب قد يكون طور في شكل عملياته، الا ان الأذى الذي تتسبب به لتل ابيب لا يُذكر وليس من الصنف الذي يجعل الاخيرة تصرخ او تتراجع، كما قال امين عام الحزب، خاصة ان الحكومة الاسرائيلية تبدو وضعت في حسابها بعد 7 اوكتوبر، انها ستفقد عناصر وعسكرا، لكنها راضية بالامر الواقع هذا، الذي كان مرفوضا قبل طوفان الاقصى.
فهل في جعبة الحزب وقاسم وايران، خيارات جديدة لإيلام الحزب ووقف الحرب، هل سيتم استخدام الصواريخ الدقيقة وإلحاق اضرار بشرية ومادية كبرى بالعدو؟ أم ان ما الحزب في صدده هو حرب عبثية غير متكافئة مدمرة للبنان تنتهي بتسوية لصالح اسرائيل، كما تسير عليه الامور منذ ايلول الماضي؟
لارا يزبك – المركزية