طرفا الحرب الدائرة، حزب الله وإسرائيل، في مكان غير المكان الذي يبدو على الخارطة السياسية والديبلوماسية، حزب الله في حال إنكار لِما هو عليه الوضع، وفي حساباته أنّ الوقت يعمل لصالحه، وإسرائيل في المقابل، تعتقد أنّها لم تحقق ما حققته إلى اليوم لتتوقف عنده، وأنّها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتنجزه، تلك هي الصورة الحقيقية، أمّا ما عدا ذلك فليس سوى أمنيات.
سعر صرف الدولار
مَن يراقب الميدان، فإنه يصل إلى الخلاصات التالية:
إسرائيل لا تعتمد فقط أسلوب إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، فما تقوم به هو أبعد من هذا الهدف، وإلّا ما هو التفسير العملاني لتدمير القرى الأمامية حيث أنشأ حزب الله ما يمكن اعتباره “خط الدفاع الأول”، ويبدو أنّ خط الدفاع هذا قد تمّ تدميره، وقد وزّع الجيش الإسرائيلي صوراً وفيديوهات عن عملية التدمير التي استهدفت أكثر من بلدة، وتسبّب هذا التدمير في إلحاق خسائر هائلة في القرى والبلدات التي استهدفتها العمليات.
بعد إنجاز هذه الخطة، انتقل الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الميدانية الثانية التي تتمثّل بضرب خط الدفاع الثاني الذي أنشأه حزب الله، ويبدو من حركة الجيش الإسرائيلي أنه بات يعمل وراء القرى الحدودية، وأنّه في صدد التحرك في اتجاه القرى ما وراء الحدود.
انطلاقًا من هذا الواقع، كيف يمكن لإسرائيل أن توقف العمليات في منتصف المعركة؟ وكيف تقبل بوقف إطلاق النار في وقتٍ لم تنجز بعد ما تريد تحقيقه؟ وحين تضرب إسرائيل في العمق اللبناني، وصولًا إلى عكار، مرورًا بالضاحية الجنوبية لبيروت، والبقاع ، فهل تكون بذلك بصدد إبعاد حزب الله شمال نهر الليطاني فقط؟ أم تكون تضرب حزب الله ببنيته وهيكليّته العسكرية ؟ وحين يكون الأمر كذلك، فلا تعود المسألة مرتبطة فقط بالقرار الدولي الرقم 1701، بل بنقل حزب الله من الواقع الذي هو فيه إلى واقع أن يكون حزب الله حزبًا سياسيًا لا أكثر ولا أقل.
إذا أصرَّت إسرائيل على هذا الهدف، فهذا يعني أنّ كلّ حديث عن تطبيق القرار 1701 “دون زيادة أو نقصان” لا يعدو كونه تضييعًا للوقت، وفي هذه الحال تكون الحرب في بدايتها لا في نهايتها.
إسرائيل في حرب إنهاء حزب الله وليس في حرب إبعاده إلى شمال الليطاني، وهذا هو الفرق.
جان الفغالي -”هنا لبنان”