إسرائيل على حافة التصعيد الكامل..
في ظل التصعيد المستمر على الحدود، تكثفت الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله وسط محاولات إسرائيلية للتوغل في عدة محاور استراتيجية، فيما يواصل الحزب مقاومته العنيفة ضد هذه المحاولات.
وبدأت إسرائيل محاولات لتوسيع رقعتها العسكرية، حيث شملت عملياتها التوغل في القرى الحدودية اللبنانية، بما في ذلك بلدة شمع والظهيرة، في إطار أوسع عملية برية منذ بداية التصعيد الأخير.
ويهدف الجيش الإسرائيلي من خلال هذه العمليات إلى تعزيز مواقعه الدفاعية والسيطرة على بعض النقاط الاستراتيجية على الحدود.
من جهته، أكد حزب الله أنه سيواصل “المقاومة” ضد محاولات التوغل الإسرائيلي، مشددًا على تصديه لأي محاولة لاختراق الحدود اللبنانية.
وفي هذا السياق، صرح العميد خالد حمادة، الخبير العسكري والاستراتيجي من بيروت، في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية”، بأن الجيش الإسرائيلي يسعى للسيطرة على المناطق الحدودية من أجل توسيع رقعة نفوذه وتعزيز مواقعه الدفاعية، خاصة في ظل استراتيجية جديدة تعتمد على القصف المكثف قبل التوغل البري.
وحسب حمادة، فإن التكتيكات العسكرية الإسرائيلية قد تغيرت عن سابقاتها، حيث لا تسعى إسرائيل في هذه المرة لاحتلال مناطق واسعة، بل تركز على تدمير البنية التحتية لحزب الله وإضعاف قوته العسكرية عبر استهداف مواقعه الحيوية.
وتستهدف إسرائيل بشكل رئيسي المناطق الساحلية مثل شمع وتيار حرفا، في محاولة للضغط على الحزب وإضعاف دفاعاته، بينما تشير بعض التقارير إلى أن العمليات قد تهدف أيضًا إلى تهجير السكان وزيادة الضغط الاقتصادي على المناطق الجنوبية.
من جهة أخرى، يسعى حزب الله إلى الحفاظ على قوته العسكرية في مواجهة هذه المحاولات، حيث يعتمد الحزب على عمليات مرنة تهدف إلى منع الجيش الإسرائيلي من تحقيق أهدافه الميدانية.
وفيما تتصاعد التوترات العسكرية، يرى حمادة أن المعركة الحالية تختلف تمامًا عن المواجهات السابقة، إذ إنها تتسم بتعقيدات ميدانية وسياسية أكثر تعقيدًا، ما يجعل الحلول الدبلوماسية والسياسية أمرًا بالغ الأهمية، لكنها قد لا تكون كافية إذا استمر التصعيد العسكري.
الضغوط الدولية قد تساهم في تهدئة الوضع مؤقتًا، لكنها لا تضمن حلاً دائمًا، في الوقت الذي تواصل فيه العمليات العسكرية بين الطرفين تصعيدها.