ذكرت صحيفة “The Newsweek” الأميركية أنه “في أيار 2018، انسحب الرئيس الأميركي المنتخب حديثاً دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، وكان ذلك بمثابة إبطال لإنجاز السياسة الخارجية الذي حققه سلفه الرئيس باراك أوباما، وقد تم تفسير هذه الخطوة، على الرغم من الجدل الدائر حولها، على أنها الخطوة الأولى اللازمة لتحقيق صفقة أفضل لديها فرصة حقيقية لوقف سعي إيران إلى امتلاك القدرة النووية. وفي حين كانت إسرائيل تنتقد الاتفاق لفترة طويلة، فإن مدى تورطها في قرار ترامب لم يظهر إلا بعد شهرين.ففي تموز، نُشر تسجيل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يتفاخر أمام أعضاء حزب الليكود بأن إسرائيل أقنعت ترامب بالانسحاب من الاتفاق”.
وبحسب الصحيفة، “في حين أن هناك حججا مقنعة تظهر التداعيات السلبية لانسحاب ترامب والفراغ الذي تركه دون بديل قابل للتطبيق، فإن هذه الحلقة تقدم نظرة ثاقبة في تحالف ترامب-نتنياهو بينما يستعد الرئيس الخامس والأربعون لتولي منصبه مرة أخرى، هذه المرة باعتباره رئيس الدولة الأميركي السابع والأربعين. على سبيل المثال، كشف نتنياهو في اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي يوم الأحد أنه تحدث بالفعل إلى ترامب ثلاث مرات منذ فوزه بالانتخابات الأسبوع الماضي، ومن المرجح أن يكون هذا هو أكبر عدد من المكالمات التي أجراها ترامب مع زعيم أجنبي. بالإضافة إلى ذلك، أرسل نتنياهو صديقه المقرب، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع ترامب وأعضاء من كبار موظفيه”.
وتابعت الصحيفة، “بحسب مسؤولين إسرائيليين، كان ديرمر يخطط لتقديم آخر التطورات بشأن البرنامج النووي الإيراني لترامب، فضلاً عن الإطار الذي تعمل عليه إدارة جو بايدن لإنهاء الحرب مع حزب الله في لبنان. وبحسب نتنياهو، فيتفق هو وترامب بشأن إيران وكيفية وقف أنشطتها الإقليمية الخطيرة. إن عودة ترامب تجلب فرصًا وتحديات لنتنياهو. فمن ناحية، من المتوقع أن تكون الإدارة القادمة أكثر انسجامًا من الناحية الأيديولوجية مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، وتجنب الاحتكاك الذي ميز علاقة نتنياهو مع بايدن. ويضم فريق ترامب بعض الشخصيات التي تدعم الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية، وهو الموقف الذي عارضه بايدن منذ فترة طويلة”.
وأضافت الصحيفة، “على الصعيد السياسي، يمنح فوز ترامب نتنياهو دفعة معنوية. فبالإضافة إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى هناك، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، ورغم أنه طرح اتفاق سلام يعترف بالدولة الفلسطينية، فإنه لم يدع إلى إخلاء المستوطنات الإسرائيلية، في قطيعة حادة مع المقترحات السابقة. والآن هناك توقعات بأن يتمكن نتنياهو من الاستمرار في تقديم الأصول الاستراتيجية كهدايا من ترامب. إن التحدي الذي يواجه نتنياهو الآن هو التأكد من توافقه مع ترامب هذه المرة. فقد أشار الرئيس المنتخب بالفعل إلى أن سياسته الخارجية سوف تنحرف عن ولايته الأولى، ولن يكون الحلفاء المقربون لإسرائيل مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في الحكومة، وهناك بعض التوقعات بأن الإدارة قد تسعى إلى سياسة خارجية تبتعد عن الالتزامات العالمية التقليدية”.
سعر صرف الدولار
وبحسب الصحيفة، “لهذا السبب يريد نتنياهو التأكد الآن من أن يكون حليفاً وثيقاً لترامب قدر الإمكان، ولهذا السبب يحرص على إبقاء ترامب على اطلاع على الصفقة المحتملة في لبنان، ولهذا السبب يريد تنسيق الخطوات التالية ضد إيران، التي أصبحت أكثر عرضة للخطر بعد أن دمرت إسرائيل أنظمة الصواريخ الروسية أرض-جو الشهر الماضي. ولكن ولاية ترامب الثانية لا تمنح نتنياهو حرية التصرف في السياسة الأميركية. فقد أبلغ الرئيس نتنياهو بالفعل أنه يريد انتهاء الحرب في غزة قبل توليه منصبه في العشرين من كانون الثاني، وفي حين يعتقد بعض زعماء المستوطنين في إسرائيل أن الوقت قد حان الآن للمضي قدما في ضم الضفة الغربية، فمن غير الواضح ما إذا كان ترامب سيؤيد مثل هذه الخطوة”.
وتابعت الصحيفة، “بالإضافة إلى ذلك، في حين ترغب إسرائيل في تعزيز التطبيع مع المملكة العربية السعودية بمجرد انتهاء الحرب، فإن السعوديين سيرغبون في إبرام اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة لتحقيق هذه الغاية، وقد لا يتوافق هذا على الفور مع سياسة الابتعاد عن المناطق المعرضة للصراع، مهما كانت العلاقة وثيقة بين العائلة المالكة السعودية وترامب. إن عمل إسرائيل محدد لهذا الغرض، وسوف تحتاج إلى العمل بشكل وثيق مع ترامب والتأكد من بقائها متوافقة مع سياساته. وسوف يحتاج نتنياهو إلى التعامل بحذر مع أولويات ترامب المتغيرة عندما يتعلق الأمر بالشؤون العالمية. وفي حين توجد بلا شك فرص لتحقيق مكاسب استراتيجية لإسرائيل، فإنها تأتي مع الحاجة إلى دبلوماسية بارعة، حيث أن الدعم الذي اعتبره نتنياهو ذات يوم أمرا مفروغا منه قد يتطلب مستوى أعلى من التنسيق والتنازلات”.