تحليل: التصعيد الإسرائيلي هذا هدفه
قال المحلل العسكري والإستراتيجي حسن جوني أن “رفع التصعيد الإسرائيلي وتوسيع نطاق العمليات لتشمل بيروت يهدف إلى الضغط على القرار اللبناني المتعلق بالرد على الورقة التفاوضية”.
وأضاف جوني في تحليل عسكري للحرب في لبنان أن “الإنجازات العسكرية الإسرائيلية لا تعكس وجود خطة إستراتيجية طويلة المدى، بل تقتصر على استهدافات تهدف إلى التدمير والضغط فقط”.
وأشار إلى “تحول نمط الاستهداف الإسرائيلي من ليلي إلى نهاري”، معتبرًا أن “هذا التغيير يهدف إلى تحقيق تأثير نفسي أكبر من خلال تدمير إعلامي وتدمير منظور، وذلك بهدف التأثير على صناع القرار عبر المشهد العام”، وفيما يتعلق بالاشتباكات في المناطق الجنوبية لبلدة الخيام، أشار إلى أن “إسرائيل تسعى مجددًا لمهاجمة البلدة وإسقاطها، نظرًا لأهميتها التاريخية والجغرافية”.
وأوضح جوني أن “بلدة الخيام تعتبر معقل مقاومة تاريخي أفشل العدو الإسرائيلي في عامي 2000 و2006، وتتمتع بموقع جغرافي استراتيجي يسيطر على تلال وهضاب تؤثر على الداخل الإسرائيلي والمستوطنات، إضافة إلى تأثيرها على الداخل اللبناني”، ولفت إلى أن “الجيش الإسرائيلي حاول الوصول إلى الخيام في 29 تشرين الأول الماضي، باستخدام قوة كثيفة ومحاور متعددة، لكنه فشل في التقدم”.
وبينما يعاود الاحتلال محاولته، أكد أن “المقاومة تواصل استهداف القوات الإسرائيلية في منطقة وطى الخيام والأطراف الشرقية للبلدة”، مشيرًا إلى “استعداد حزب الله لهذه المعركة، حيث قام بتحضير الأرض والمستلزمات الدفاعية استعدادًا لهذا القتال التاريخي بين لبنان وإسرائيل”.
وفي تقييمه لوضع الجيش الإسرائيلي، أشار جوني إلى أن “القوات الإسرائيلية تواجه تحديًا كبيرًا لدخول البلدة بعد فشلها الواضح في المرحلة الأولى”، موضحًا أن “ملامح الفشل لا تزال واضحة في الميدان نظرًا لشراسة المعركة على تخوم البلدة”.
أما بالنسبة للدعم الجوي الإسرائيلي وقصف البلدة بقذائف حارقة، فقد لفت إلى أن “هذا القصف لم ينجح في القضاء على القدرات الدفاعية لحزب الله”، وأكد أن “القصف الجوي والتمهيد بمختلف الذخائر المستعملة كان من المفترض أن يحقق تقدمًا ملموسًا إذا كان فعالًا، لكنه لم يحقق أي تقدم ملحوظ، ما يدل على أن المناورة الإسرائيلية في مرحلتها الأولى فشلت في احتلال بلدة واحدة”.
وفي الختام، أكد جوني أن “قدرة حزب الله على إطلاق النار والصواريخ لا تزال قائمة رغم السيطرة الجوية الإسرائيلية والغارات المكثفة”، مشيرًا إلى أن “المقاومة في الجنوب قد أعدت نفسها جيدًا لمواجهة التهديدات الجوية الإسرائيلية”.
الجزيرة