نشر الكاتب عماد الدين أديب، في مقال عبر صحيفة “البيان” الإماراتية بتاريخ 18 تشرين الثاني 2024، تحليلاً حول الأهداف الحقيقية للعمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية في لبنان. وأوضح أديب أن هذه العمليات ليست مجرد ردع أو انتقام، بل تهدف إلى إحداث تغيير جذري في الجغرافيا والديمغرافيا بما يتوافق مع الرؤية الأمنية الجديدة لحكومة بنيامين نتنياهو. وأشار الكاتب إلى أن الرؤية الإسرائيلية الجديدة تعتمد على ثلاثة عناصر أساسية: – الأمن كضمانة وحيدة: تعتبر إسرائيل أن الأمن الذي يتحقق بالقوة العسكرية هو الضمانة الوحيدة لتجنب تكرار أحداث مثل هجوم 7 تشرين الأول، ومنع تشكيل أي قوة إسناد مدعومة من إيران. – القوة العسكرية المدمرة: تسعى إسرائيل إلى استخدام القوة العسكرية لتدمير البنية العسكرية لحزب الله، بالإضافة إلى التأثير المباشر على البيئة والجمهور المساند للحزب، ما يؤدي إلى إضعاف قدراته. – تغيير جذري في المناطق الحدودية: تهدف إسرائيل إلى منع استخدام القرى الحدودية والبقاع وصور والضاحية الجنوبية كمراكز دعم لحزب الله، سواء كانت مقرات قيادية، مخازن أسلحة، أو منصات إطلاق صواريخ. ويصف أديب هذه السياسة بأنها تعبير عن استراتيجية “الترانسفير”، والتي تعتمد على ضربات عسكرية مكثفة تجعل الحياة في المناطق المستهدفة شبه مستحيلة، مما يدفع السكان إلى النزوح المؤقت، الذي يتحول في النهاية إلى هجرة دائمة. وأشار الكاتب إلى أن هذه الرؤية الجديدة تحظى بدعم أميركي ضمني، مع فائض قوة عسكرية لدى إسرائيل. كما لفت إلى أن حزب الله، وبحسب وصفه، قد شارك بطريقة غير مباشرة في هذا المشروع من خلال توفير الذريعة لإسرائيل عبر تصعيدها العسكري المستمر. ويخلص أديب في مقاله إلى أن العمليات الإسرائيلية الحالية في لبنان هي جزء من سياسة جديدة تسعى لإعادة تشكيل الواقع الأمني والديمغرافي في المنطقة، بما يضمن مصالح إسرائيل الأمنية على المدى البعيد. يذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت منذ 23 أيلول الماضي بشنّ سلسلة واسعة من الغارات لا تزال مستمرة حتى الساعة، استهدفت العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والعاصمة بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت وجبل لبنان وشماله. وبدأ الجيش الإسرائيلي في أول تشرين الأول الماضي عملية عسكرية برية في جنوب لبنان. |