بداية إيجابيات وليس أكثر

“ليبانون ديبايت”

هل ينبىء التصعيد المتبادل بين إسرائيل و”حزب الله” في الساعات الماضية باقتراب التسوية أم بالإتجاه إلى المواجهة المفتوحة؟ سؤال متداول بقوة عشية وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان قبل توجهه إلى إسرائيل، معلناً انطلاق التفاوض حول الصيغة المطروحة لاتفاق وقف النار وتحديد ألية تنفيذية للقرار الدولي 1701.

وفق الكاتب والمحلل السياسي جان فغالي، فإن التصعيد يؤشر إلى تعقيدات طارئة على مسار التفاوض، وإلى أن اتفاق وقف النار ما زال بعيداً، خصوصاً وأن عنوان زيارة هوكشتاين، هو مناقشة النقاط التي ما زالت عالقة، في ضوء الحديث عن “بداية إيجابيات وليس أكثر”.

وفي حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، يلاحظ المحلل فغالي أن وصول هوكشتاين يعني أمرين، الأول، أن الأفق غير مسدود، والثاني أن العقد لا تزال قائمة، ذلك أنه عند أي تأزم دبلوماسي، تنفجر عسكرياً، وهذا المسار مستمر حتى بعد وصول هوكشتاين وبالتوازي مع المفاوضات حول اتفاق وقف النار.

وعن أسباب التضارب في موعد عودة هوكشتاين إلى بيروت، يكشف فغالي أنه بعد الرد اللبناني، برز توجه لديه لصرف النظر عن معاودة المساعي، ولكن حصلت اتصالات فكان القرار بإعطاء الفرصة الأخيرة لعملية التفاوض.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الورقة الأميركية قد طُرحت أولاً مع إسرائيل، ينفي فغالي ذلك، موضحاً أنها تتضمن بشكل خاص آلية مراقبة تطبيق القرار 1701، مشيراً إلى أن النقطة الكبيرة العالقة هي حق إسرائيل بالتدخل في حال حصول خرق للقرار، وهذا هو عنوان المفاوضات التي سيجريها هوكشتاين في بيروت، بالإضافة إلى عقدة تتعلق برئاسة لجنة الرقابة على تنفيذ القرار المذكور، والتي تضم فرنسياً وأميركياً وبريطانياً إلى جانب ممثلين عن لبنان وإسرائيل والأمم المتحدة.

إلاّ أن فغالي يشير إلى أن هذه المسألة غير واردة في الورقة الأميركية أو مسودة اتفاق وقف النار، بل في ملحق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي حصلت بموجبه إسرائيل، على تعهد من واشنطن يسمح لها بالتدخل عندما يخرق لبنان ال1701.

و عن الموقف اللبناني في هذا الإطار، يؤكد فغالي أن المفاوضات ستركز على إيجاد صيغة من الممكن أن ترضي طرفي الإتفاق، ولكن فشل هذه المفاوضات، سيؤدي إلى استمرار الحرب، لأنه لن يكون من وقف لإطلاق النار إلاّ بعد الإتفاق الكامل وليس قبله وخلال المفاوضات.

Exit mobile version