غداة استشهاد 3 عناصر من الجيش اللبناني يوم أوّل من أمس في غارة إسرائيلية استهدفت مركزه في الصرفند، استشهد عنصر أمس بقصف إسرائيلي استهدف آلية للجيش على طريق برج الملوك ـ القليعة في الجنوب. هذه الإعتداءات ليست الأولى التي تستهدف الجيش وقد سقط منه العشرات حتى الساعة، بين عناصر وضبّاط. لم ينخرط الجيش بالنزاع القائم بين إسرائيل و”حزب الله” إلّا أنّه نال نصيبه وكأنّ إسرائيل تتعمّد توجيه رسائل مباشرة له.
يصف العميد خليل الحلو الإعتداءات المباشرة الأخيرة على مراكز للجيش وآلياتهم بـ”الرسالة المباشرة للمؤسسة العسكرية” تزامنًا مع المباحثات التي يجريها المبعوث الأميركي آموس هوكستين للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. ويقول الحلو، في حديث لموقع mtv: “من غير المعقول أنّ إسرائيل تعلم بإحداثيات دقيقة لها علاقة بعناصر “حزب الله” ومراكزهم وتستهدفهم بدقة، ولا تعرف أنّ ما تُغير عليه هو مركز للجيش اللبناني، والخطأ يحصل مرّة لكّن تكراره لا يعدّ خطأ”.
في المحصلة استُهدف اللواء الخامس مرّتين، اللواء السابع مرّة، وضربة الصرفند استهدفت مخابرات الجيش. يرى الحلو أنّ واحدة من الرسائل باستهداف الجيش قد تكون عدم رغبة إسرائيل بتطبيق القرار 1701 خصوصًا أنّ الحكومة اللبنانية أعلنت مرارًا أنّها مستعدة لتطبيق القرار ونشر الجيش في الجنوب. كما يمكن إدراج هذه الاستهدافات في خانة أنّ “إسرائيل تريد الضغط على الجيش ليمنع تحركات عناصر “حزب الله” جنوبًا” لكونه لم يتعرّض لتحركاتهم بناء على قرار حكومي مستند إلى ما جاء في بيانها “جيش وشعب ومقامة”. ويعتبر الحلو أنّه إذا ما كان هناك من رسائل، يجب توجيهها إلى الحكومة وليس إلى الجيش.
جال هوكستين على مدى يومين على القيادات في لبنان، ويترقب أن يلتقي اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية ليضعه في جوّ ما توصّل إليه لوقف إطلاق النار. وبانتظار القرار الإسرائيلي، يسأل الحلو “ماذا يمنع الجيش الآن من الإعلان عن إرساله 5 أفواج إلى الجنوب وتواصله مع الولايات المتحدة والدول المعنية وإبلاغها بأنّه سيطبّق القرار 1701؟”، مستطردًا: “عمليًّا لا شيء يمنعه من ذلك وهو ما يضع إسرائيل أمام الأمر الواقع بالقبول بوقف إطلاق النار”.
تحفّظ كبير يدور حول مسودة الاتفاق لوقف إطلاق النار، وآخر العالمين بفحواها هم اللبنانيون.. وكأن ما يحصل لا يعنيهم أو ليس من حقهم معرفته، فيما الكرة اليوم قد تكون في ملعب حكومتنا، فتتخذ قرارًا واضحًا وصريحًا بإعطاء أمر للجيش بسحب السلاح الثقيل والخفيف من جنوب الليطاني مع صلاحيات مطلقة له للعمل بعيدًا عن الضغوط التي تحصل… فـ”تزرك” كلّ من يطبخُ عكس وقف إطلاق النار، ومصلحة لبنان وسيادته.
مريم حرب -موقع mtv